يتضمّن الإصدار التاسع والخمسون للنشرة الاقتصادية العربية، خمسة دراسات محورية باللغة العربية ودراسة سادسة باللغة الانجليزية.
وتتناول قضايا محورية للتنمية العربية في ظل التحولات التاريخية التي تمرّ بها المنطقة العربية والتحديات التي تواجهها في الطريق إلى الإصلاح وتعزيز الكفاءة الاقتصادية. بما يتيح للاقتصاد العربي أن ينضم إلى صفوف الدول النامية التي صنعت لنفسها موقعا مؤثرا في الاقتصاد العالمي.
وتحمل الدراسة الأولى عنوان: "الرقمنة" في البلدان العربية.. الأثر الإيجابي والواقع؟!، وتتناول واقع التحول الرقمي في البلدان العربية، حيث أنّ "الرقمنة" ضرورة اقتصادية ملحة في الوقت الراهن في ظل الحاجة إلى تنويع الاقتصادات العربية للتخفيف من حدة تأثرها بالصدمات في الأسواق العالمية للنفط، وبهدف تعزيز الإنتاجية والتنافسية عبر التركيز على القطاعات الاقتصادية التي يمكنها الاستفادة من التطور التقني المتسارع في كافة الدول العربية، مما يزيد بشكل عام من مستويات مرونة هذه الاقتصادات وقدرتها على تحقيق نقلة نوعية ومتسارعة في الأداء الاقتصاديُ بحيث تسهم في توفير المزيد من الوظائف للأجيال الشابة المتزايدة التي تلتحق بسوق العمل سنويا.
أما الدراسة الثانية وعنوانها: "انعكاسات التضخم العالمي في المنطقة العربية ومتطلبات المواجهة"، فتتطرّق هذه الدراسة إلى تحليل تأثير التضخم العالمي على المنطقة العربية وتحديد القطاعات الأكثر تأثراً والسياسات والتدابير الفعالة التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذه التحديات. ويستند البحث إلى بيانات وتحاليل لاقتصادات الدول العربية والتطورات الاقتصادية العالمية الحديثة. من خلال فهم أفضل للانعكاسات المحتملة للتضخم العالمي ومتطلبات المواجهة، ستساهم هذه الدراسة في توجيه السياسات واتخاذ القرارات الاقتصادية ذات الصلة في المنطقة العربية. وتشكّل الدراسة نقطة انطلاق قوية للبحوث المستقبلية في هذا المجال الحيوي والمهم لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية.
الدراسة الثالثة جاءت بعنوان: "تنشيط الاقتصاد العربي واحياء بيئة الاعمال والسوق العربية المشتركة.. خارطة طريق للابتكار والاستدامة والتحول الرقمي"، وتتمحور هذه الدراسة حول تحليل الوضع الحالي للاقتصاد العربي وتقديم خارطة طريق شاملة لتعزيز الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي في المنطقة العربية من اجل احياء بيئة الاعمال والسوق العربية المشتركة. لتحقيق ذلك، سوف نستكشف مختلف القطاعات والصناعات، ونحدد التحديات والفرص، ونقترح توصيات استراتيجية لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة لدفع النمو الاقتصادي العربي والازدهار على المدى الطويل.
أما الدراسة الرابعة فعنوانها: "نحو استراتيجية لتفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك في ضوء التطورات العربية"، وتلقي الضوء على أهمية تفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك، خصوصا في ظل التطورات التي يشهدها العالم منذ عام 2020، حيث يقف الاقتصاد العالمي وسط أزمات جديدة، فبينما لا يزال يتعافى من جائحة كوفيد-19 وتداعياتها القاسية. فقد جاءت الحرب في أوكرانيا لتضغط على نظام اقتصادي عالمي أنهكته الأزمات المالية والحروب التجارية وتغير المناخ. واشتعلت بسببها ومعها سلسلة من الأزمات المتداخلة والمتفاقمة التي فرضت المزيد من التحديات على سلاسل التوريد العالمية، مما أدى إلى تباطؤ النمو وارتفاع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية بما يهدد بأزمة غذائية عالمية، ناهيك عن التحديات القائمة والمتصاعدة لتغير المناخ التي باتت مسألة وجودية، والصعوبات المالية على الدول والأعمال على حد سواء.
وتحمل الدراسة الخامسة عنوان: "منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومستقبل التكامل الاقتصادي العربي"، وتتناول هذه الدراسة التطورات والمستجدات الحاصلة على صعيد ما وصلت إليه منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وصولا إلى الاتحاد الجمركي، خصوصا في ظل أهمية تحرير التجارة في الخدمات بين الدول العربية، وأن يتم التعامل مع موضوعات التكامل الاقتصادي العربي في معزل عن القضايا السياسية والتي تحول في بعض الأحيان دون الوصول إلى توافق في المفاوضات التجارية، حيث هيمنت في بعض الأحيان على العمل الاقتصادي العربي المشترك وعرقلت مسيرته.
بينما الدراسة السادسة فجاءت باللغة الإنجليزية، وتحمل عنوان: "ChatGPT and its Impact on the Arab Economy." وتتناول هذه الدراسة ما أحدثه الذكاء الاصطناعي من تحولات كبيرة في مختلف القطاعات: من التعليم والرعاية الصحية إلى النقل العام والأعمال والترفيه وغيرها.
كما تلقي الدراسة الضوء على اتجاه العالم العربي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة إلى دعم عملية الذكاء الاصطناعي، في خطوات تدعمها إجراءات وقرارات رسمية قد تغير التكنولوجيا في المنطقة في المستقبل القريب. خصوصا في ضوء مسارعة الدول العربية، خاصة الخليجية، إلى تبني أحدث التقنيات والمؤسسات والمعايير والخطط لتوطين واستخدام الذكاء الاصطناعي، مما انعكس إيجابا على ترتيبها في المؤشرات العالمية ولا سيما المتصلة بالتكنولوجيا والتحوّل الرقمي.
آملين أن يحظى هذا العدد ومضامينه والرسائل التي تخلص إليها بما يستحق من اهتمام.
+ أضف تعليق
شكراً لك،
سنعاود الاتصال بك لاحقاً