استقبل أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، في مقر اتحاد الغرف العربية "مبنى عدنان القصّار للاقتصاد العربي"، سفير مصر الجديد في لبنان، علاء موسى، حيث اطلع على سير عمل جهاز الأمانة العامة للاتحاد وما يقوم به منذ تأسيسه على صعيد حقيق التكامل الاقتصادي العربي في إطار صيغة شاملة وفاعلة ومتطورة، بحيث يستطيع أن يتعامل ويتعاون مع التكتلات الاقتصادية الأخرى على أسس متكافئة تضمن مصالح كافة الأطراف وتساهم في تحقيق الازدهار العالمي.
ورحّب الدكتور خالد حنفي في مستهل اللقاء بسعادة السفير موسى، مبيّنا الدور الهام والبارز الذي يلعبه اتحاد الغرف العربية على كافة الأصعدة "ولا سيّما بالنسبة لمتابعة تنفيذ نتائج وقرارات القمم الاقتصادية بالتعاون مع جامعة الدول العربية وسائر الدول العربية"، لافتا إلى أنّ "تنفيذ قرارات القمم الاقتصادية من شأنه تجميع الموارد والثروات العربية وتكاملها والذي من شأنه أن يؤدي في المحصلة النهائية إلى إقامة الشراكة والسوق العربية الواحدة التي يتطلع إليها العالم العربي".
وتطرّق إلى الدور المحوري الذي تقوم به جمهورية مصر العربية "في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية المحورية"، معتبرا أنّ "مصر دولة مؤثرة وفاعلة في العالم العربي، ولديها انفتاح كبير على معظم الدول العربية، وكذلك على سائر دول العالم، وبالتالي يمكن أن يكون لمصر دور محوري وارتكازي على صعيد تنمية أنشطة القيمة المضافة من المنطقة العربية مرورا بإفريقيا ووصولا إلى دول أميركا الجنوبية".
من جانبه، نوّه السفير علاء موسى بالدور الذي يلعبه اتحاد الغرف العربية، منوّها بالجهود الكبيرة التي يقوم بها معالي الدكتور خالد حنفي على رأس جهاز الأمانة العامة للاتحاد "حيث يشهد لمعاليه أنّه استطاع أن يحدث نقل نوعية داخل عمل جهاز الأمانة العامة للاتحاد، من خلال الانفتاح والتعاون مع سائر دول العالم من أجل تعظيم العلاقات الاقتصادية العربية مع الدول الأجنبية، فزار بلدان كثيرة من الصين إلى الدول الأوروبية ووصولا إلى البرازيل، من أجل الدفع قدما بالعلاقات الاقتصادية مع هذه البلدان، مما انعكس إيجابا على المستوى التجاري والاقتصادي والاستثماري".
وثيقة التميّز الدولية
إلى ذلك، تسلمّ أمين عام الاتحاد خالد حنفي، "وثيقة التميز الدولية للشخصيات الأكثر تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023- الفئة الفخرية"، والمقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وذلك من قبل وفد "الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية"، الذي زار مقر اتحاد الغرف العربية في بيروت، وضمّ كل من السيدة مي مخزومي المبعوث الدولي الخاص للدبلوماسية الإنسانية بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وسعادة الدكتور عبد الحليم زيدان السفير الأممي للشركة المجتمعية بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية. وشكر أمين عام الاتحاد وفد الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، على منحه هذه الجائزة المرموقة، معربا عن امتنانه وتقديره لـ "الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية"، لمنحه لقب "الشخصية العربية الأكثر تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2024"، معتبرا أنّ "الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية"، تعدّ من المؤسسات الهامة والبارزة في العالم العربي العاملة على رفع مستوى الوعي حول المسؤولية المجتمعية للشركات والمؤسسات، والعمل على تعزيزها في الشركات والمؤسسات، والقطاعات الحكومية والاهلية والخاصة. ونوّه الدكتور خالد حنفي إلى أنّ "منحه ومنح اتحاد الغرف العربية لهذه الجائزة المرموقة، يمثّل مدعاة فخر إذ لطالما أولى الاتحاد اهتماما بارزا واستثنائيا بموضوع المسؤولية المجتمعية، بما يساهم في صالح تنمية مجتمعاتنا ومؤسساتنا العربية".
ولفت د. خالد حنفي إلى أنّه "منذ اختياري أمينا عاما لاتحاد الغرف العربية، عملت على دعم مبادرة المسؤولية الاجتماعية المستدامة، حيث أنّ الاتحاد دائما ما يدعو ويحث الغرف المحلية وشركات العالم العربي على تبني المبادرات وتطوير روح المسؤولية الاجتماعية المستدامة وفقا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتحفيز الشركات من خلال إطلاق جائزة الشركات الاكثر مسؤولية اجتماعية في العالم العربي في مختلف القطاعات وبالتعاون مع الشهادات المعتمدة دولياً".
وقال: "إننا نعبّر عن اعتزازنا وفخرنا بالتعاون الوثيق القائم بين "اتحاد الغرف العربية" و "الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية"، والذي يهدف في المقام الأول إلى خدمة شعوبنا العربية". وأكّد الأمين العام خالد حنفي "أننا نتطلع دائما إلى المزيد من التعاون والتنسيق الفعّال في المرحلة القادمة، من أجل تحقيق أهدافنا السامية على صعيد التنمية المجتمعية".
من جهتها تحدّثت السيدة مي مخزومي باسم الوفد، فقالت: أتشرّف بأن أكون معكم اليوم ممثلة لمجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية للإشراف على مراسم تسليم "وثيقة التميّز الدولية للشخصيات الأكثر تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2023 – الفئة الفخرية" والمقدمة من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية.
وتابعت: "لقد جاء اختيار معالي البروفيسور خالد حنفي المين العام لاتحاد الغرف العربية لهذا التكريم الشرفي والمهني، هو نتيجة لجهود معاليه المعززة للممارسات المسؤولة والممتدة منذ سنوات عديدة. فمعاليه ساهم في نشر وتعزيز ممارسات المسؤولية المجتمعية من خلال مواقعه المختلفة، والتي منها اتحاد الغرف العربية، وقد توّج ذلك من خلال إشرافه على تنظيم مؤتمر عربي حول دور المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص العربي. كما عمل معاليه بدعم العديد من مبادرات ومشروعات مجتمعية ونوعية لتعزيز الممارسات المسؤولة والتنمية المستدامة قدمتها الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية والاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية".
ونوّهت إلى أنّ "معاليه سفيرا دوليا للمسؤولية المجتمعية، وعضوا فخريا بمنة خبراء المسؤولية المجتمعية التابعة للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وقدّم من خلال هذه المواقع الشرفيّة العديد من صور العطاء العلمي والمعرفي المسؤول والمؤثّر".
وختمت بالقول: "نبارك لمعاليه هذا التقليد المهني الشرفي، متطلعين أن يكون هذا التكريم طريقا لاستدامة هذا العطاء المجتمعي والمهني المتميّز".
قاسم طفيلي
كذلك استقبل الأمين العام الدكتور خالد حنفي، في مقر الاتحاد، رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية قاسم طفيلي على رأس وفد من الجمعية. وقد جرى خلال اللقاء بحث آليات التعاون بين الاتحاد والجمعية، وسبل تعزيز وتقوية العلاقات العربية – الصينية.
ورحّب الدكتور خالد حنفي بالوفد، منوها بجهود الجمعية على صعيد فتح آفاق التعاون الاقتصادي العربي – الصيني، لافتا إلى أنّ "الصين والبلدان العربية مهمّان لبعضهما البعض، وبالتالي يجب علينا كبلدان عربية أن نستغل الفرص المتاحة من أجل رفع مستوى التعاون العربية – الصيني إلى آفاق أوسع وأشمل، خصوصا وأنّ ما يحصل في الصين اليوم بمثابة تطوّر وتطوير ضخم وهائل في كافة المقاطعات الصينية وليس مقاطعات أو مناطق محدودة مثل العاصمة بكين أو "غوانزو" أو "شنغهاي" أو "شينزن".. إلخ، وبالتالي نحن كبلدان عربية يمكننا أن نستفيد من هذا التحوّل عبر الدخول مع الصين في شراكة استراتيجية، حيث انتقلت الصين من مرحلة التنمية الاقتصادية المحلية إلى مرحلة التوسع الاقتصادي الخارجي عبر المشاريع الضخمة التي تنفّذها في إطار مبادرة "الحزام وطريق الحرير"، والتي تدخل في خلق فرص كبيرة في موضوع سلاسل القيمة التي تعتبر حاجة أكثر من ضرورية في ظل هذا العالم المتغيّر".
وشدد على أنّ "لمواكبة التطوّر الحاصل في الصين، ولنكون كبلدان عربية شركاء حقيقيين للصين لا بدّ من أولا وضع خارطة استرشادية، تقودنا نحو وضع رؤية ومن ثمّ وضع آلية قابلة للتطبيق، وفي هذا المجال نحتاج إلى انفتاح أكبر من الجانب الصيني على الأسواق العربية، خصوصا وأنّ الصين تحتاج في مكان ما إلى إعادة تدوير ثرواتها المجمّدة لدى الولايات المتحدة الأميركية والتي تعتبر هائلة، وذلك من خلال المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاعات والحروب".
من جانبه أكّد قاسم طفيلي، على "الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص على صعيد تعظيم العلاقات الاقتصادية العربية – الصينية"، لافتا إلى "وجود إمكانيات كبيرة وضخمة من أجل فتح المجال أمام لقطاع الخاص من كلا الجانبين، خصوصا وانّ الحزب الحاكم في الصين يشجّع القطاع الخاص الصيني على إقامة شراكات مع نظرائه في الخارج ولا سيّما القطاع الخاص العربي. وبالتالي أمام هذا الواقع لا بدّ من استغلال الفرص المتاحة والتي هي كبيرة وضخمة".
ودعا إلى "وجوب وجود مشاركات واسعة من جانب اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية في المؤتمرات والمعارض التي تنظمها الصين، ولا سيّما معرض SECOND SUPPLY CHAIN FORUM، المقرر عقده في الفترة ما بين 4-10 تشرين الثاني المقبل. وكشف عن سعي الجمعية إلى إطلاق "مكتب للمعارض العربية في الصين"، ما يفتح المجال أمام الشركات العربية من زيادة حضورها في الصين وإقامة شراكات واستثمارات في مختلف انحاء الصين وفي كافة القطاعات الحيوية والاستراتيجية.
وختم بالقول: ينبغي توقيع اتفاقيات وفتح جامعات عربية – صينية، على اعتبار أنّ التبادل الثقافي يمثّل بوابة لرفع مستوى التعاون بين الجانبين وفي شتى المجالات والقطاعات".
المصدر (اتحاد الغرف العربية)