أكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، أنّ "تولّي العالم العربي قيادة الاجتماعين العالميين بشأن تغير المناخ COP27 في مصر وCOP28 في الإمارات، يعكس الأهمية المتزايدة للمنطقة في المعركة ضد تغير المناخ، ودورها في النهوض بسوق تجارة الكربون"، مشددا على أنّ "خفض انبعاثات الغازات الدفيئة أصبح ضرورة ملحة، والمنطقة العربية الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، وانعكاسات تغير المناخ في العالم العربي تعادل ضعف المعدل العالمي".
وعقدت غرفة التجارة العربية البرازيلية حلقة نقاشية، لمناقشة الفرص المتاحة في سوق الكربون الدولي، للتعاون بين الدول العربية والبرازيل، وذلك على هامش قمة المناخ cop 27 المقامة حالياً في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
وأشار أمين عام الاتحاد إلى أنّ "قيمة تصاريح ثاني أكسيد الكربون المتداولة في الأسواق العالمية نمت 164 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 851 مليار دولار عام 2021"، مشددا على "ضرورة الاستفادة من التجربة الأوروبية ليس فقط لنسخ هيكل سوق الكربون، ولكن لنكون أكثر ابتكارا، ومصممة وفقا للاحتياجات العربية، حيث يعد سوق الكربون جزء من الحل لمشكلة التغير المناخي، وتساعد على تعبئة الموارد".
وأوضح أنّ "جميع بلدان المنطقة تعاني بدرجات متفاوتة، من تأثير الاحتباس الحراري، مثل زيادة الإجهاد المائي، والتصحر، والهدر، والتدهور الإيكولوجي، لذلك نجد عددا متزايدا من البلدان في المنطقة ترغب في المشاركة في أسواق الكربون لتحقيق أهدافها المتعلقة بتغير المناخ"، لافتا إلى أنّه "من المتوقع أن ينمو في العام المقبل سوق الكربون الطوعي في البرازيل ما يصل إلى 20 مرة. وبذلك تمتلك البرازيل القدرة على مساعدة الدول العربية على تحقيق أهداف التخفيف الخاصة بهم".
من جانبه طالب الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البرازيلية تامر منصور بضرورة تغير العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والبرازيل، لتتحول من الصادرات والواردات إلي الاستثمار وبناء شراكات سواء في البرازيل او الدول العربية، ويجب أن تركز تلك الشراكات على المجالات التي تهتم بالاستدامة والاقتصاد الأخضر وحماية البيئة، مؤكدا على أنّ "الأمن الغذائي عامل مشترك بين الدول العربية والبرازيل، ولا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي بدون الاهتمام بالاستدامة ليس فقط في الزراعة والصناعة ولكن في الاستثمار، ويجب ان يكون هذا الاستثمار أخضر".
واقترح الرئيس التنفيذي لغرفة التجارية العربية البرازيلية، تجهيز أجندة عمل مشتركة ما بين البرازيل واتحاد الغرف العربية، لتقديم ورقة عمل مشتركة لعرضها في قمة المناخ المقبلة cop 28 والتي تستضيفها الإمارات العام المقبل.
واستعرضت المستشارة الاقتصادية في اتحاد الغرف العربية وعميد كلية النقل الدولي واللوجستيات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتورة سارة الجزار، الجهود التي تبذلها الدول العربية للحد من الانبعاثات الكربونية، والوصول إلي الحياد الكربوني، حيث أعلنت بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والعراق والبحرين تعهدت بالتزامات انعدام الانبعاثات الصفرية في الفترة ما بين 2030 و 2060.
ولفتت إلى أنّ "سوق أبو ظبي العالمي أعلن عن مشروع لإنشاء بورصة كربون منظمة وغرفة مقاصة للسماح بالتداول في أرصدة الكربون والتعويضات وتطوير سوق مشتقات أصول الكربون في نهاية المطاف".
المصدر (اتحاد الغرف العربية)
