أشار رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، طيب شباب، في حديث تلفزيوني، إلى "وجود رغبة سياسية صادقة في الجزائر من أجل تطوير الواقع الاقتصادي"، موضحا أنّ "الغرفة مستعدة للقيام بالدور المناط بها والتعاون مع السلطات السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في سبيل تنفيذ الخطط المرسومة والهادفة إلى بناء اقتصاد قوي والارتقاء بالاقتصاد الجزائري إلى مصاف الاقتصادات القوية".
وقال إنّ "القرار السياسي اليوم في الجزائر، هو الانفتاح على البلدان والسوق العربية، وهذا أمر ايجابي كون الجزائر بحكم موقعها الاستراتيجي في القارة الافريقية، بمثابة بوابة مهمة للبلدان العربية والأفريقية نحو القارة الأوروبية".
ونوّه إلى "أهمية تفعيل مجالس الاعمال الجزائرية – العربية، حيث تمّ مؤخرا تفعيل مجلس الاعمال الجزائري - القطري، وفي القريب العاجل سيتم تفعيل مجلس الاعمال الجزائري – الكويتي، وهذا من شأنه تعزيز التعاون الاقتصادي مع العالم العربي".
وأوضح أنّ "الإجراءات التي اتخذتها وزارة النقل في الجزائر، من أجل تعزيز الاستثمارات في قطاع النقل الجوي والبحري والبري، سيكون لها مفاعيل إيجابية على الواقع الاقتصادي الجزائري بشكل عام"، منوّها إلى "أهمية الاستثمارات القطرية في الجزائر، والتي تشكّل النسبة الأكبر من حيث مجمل الاستثمارات العربية، بواقع 74 في المئة"، متوقعا أن يزداد حجم الاستثمارات القطرية في الجزائر في المرحلة القادمة "حيث من المأمول أن تشمل العديد من القطاعات الحيوية، وذلك عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى قطر في الآونة الأخيرة، والتي شارك فيها وفد اقتصادي رسمي ومن القطاع الخاص، وأثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين".
وقال إنّ "الموانئ والطرقات والجسور التي يتم تشييدها باستثمارات محلية وأجنبية، سوف تساهم في أن تكون الجزائر بوابة عبور حقيقية نحو القارة الافريقية"، لافتا إلى أنّه "سيكون للجزائر قانون استثمار جديد حديث وعصري في وقت قريب جدا، سوف يلبي رغبات المستثمرين المحليين والأجانب، وهذا ما سيدرّ على الجزائر المزيد من الاستثمارات الضخمة والحيوية".
وأكّد أنّ "أبواب الجزائر مفتوحة لكافة المستثمرين العرب والأجانب، خصوصا وأنّ الجزائر بحاجة إلى استثمارات في العديد من القطاعات"، داعيا إلى "أهمية تعظيم دور الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، وعدم تهميش دورها، نظرا للدور الاستراتيجي والحيوي الذي تلعبه الغرفة على صعيد تعظيم العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وسائر دول العالم، من بوابة القطاع الخاص الذي يعدّ القاطرة الحقيقية للنهضة الاقتصادية".
وأشار إلى "أهمية تعزيز الشراكة الحقيقية بين القطاع العام الذي تمثّله الدول بمؤسساتها الكبرى مثل سوناطراك وبين القطاع الخاص الذي تمثّله بقوة الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، بما يساهم في إعطاء دفعة قوية لنهضة الاقتصاد الوطني". وشدد على "أهمية تعزيز الاقتصاد الرقمي في الجزائر، خصوصا وأنّ العالم اليوم يتحوّل نحو رقمنة الاقتصاد، وفي حال لم نواكب في الجزائر المتغيرات الاقتصادية العالمية الحاصلة، فإننا سنبقى على هامش الاقتصاد العالمي. ومن هنا لا بدّ من إقرار خارطة ورؤية اقتصادية تعطي أولوية لجذب الاستثمارات الضخمة التي يحتاجها الجزائر في جميع القطاعات الحيوية".
وتطرّق طيب شباب إلى "التقلبات التي تشهدها أسعار النفط العالمية"، لافتا إلى أنّه "في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار النفط العالمية، نشهد في المقابل ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الحيوية ولا سيّما أسعار الحبوب العالمية، وهذا ما يستدعي من الجزائر تعزيز الاهتمام بقطاع الزراعة وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بحيث نستفيد من الواردات المالية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط العالمية، واستثمارها في القطاعات المنتجة، بما يحقق النمو والانتعاش الاقتصادي".
المصدر (اتحاد الغرف العربية)