أجرى أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال زيارته الرسمية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، مباحثات هامة مع كبار المسؤولين الروس، كما شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين الاتحاد وعدد من المنظمات الرسمية الروسية، والتي أهدف الى تعظيم التعاون بين البلدان العربية وروسيا في عدد من القطاعات الحيوية.
واجتمع حنفي مع نائب وزير الخارجية الروسي وممثل الرئيس فلاديمير بوتين الخاص الى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا السيد ميخائيل بوغدانوف، وقد تناول البحث سبل رفع مستوى التعاون الغربي الروسي في العديد من المجالات، ولا سيما في مجال الامن الغذائي، خصوصا في ظل جائحة "كورونا" التي أبرزت حاجة العالم العربي الى ضرورة تحصين أمنه الغذائي، وقد أبدى المسوول الروسي رغبة حقيقية واضحة من قبل روسيا بنقل خبراتها في هذا المجال الى العالم العربي.
وأشار حنفي خلال اللقاء، الى دور روسيا المؤثر والمحوري على مستوى العالم، لافتا الى عمق العلاقات التي تجمع روسيا مع كافة الدول العربية، حيث وقفت روسيا على مدى العقود الى جانب العالم العربي، مؤكدا أن "روسيا شريك اقتصادي هام للعالم العربي، تحتم المصالح العربية رفع مستوى التعاون الاقتصادي مع الجانب الروسي"، معتبرا أنه "على الرغم من حجم العلاقات الاقتصادية المهمة بين العالم العربي وروسيا، لكن الظروف الراهنة في ظل جائحة كورونا وما بعد كورونا تتطلب نقل العلاقة من التعاون التقليدي القائم على الاستيراد والتصدير الى علاقة استراتيجية، حيث يمكن للجانبين العربي والروسي التعاون في قطاعات استراتيجية في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي عمادها اليوم الاقتصاد الرقمي الذي بات مفتاح التطور الاقتصادي".
وشهدت الزيارة توقيع اتفاق تعاون بين اتحاد الغرف العربية ومجلس الأعمال العربي الروسي بما يسمح للاتحاد بأن يكون له مكتب تمثيلي في موسكو. ووصف حنفي الاتفاق بأنه هام جدا كونه يساعد على تعزيز التعاون المشترك.
كما وقع امين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي اتفاق تعاون مع رئيس مجلس الاعمال الروسي المصري عن الجانب الروسي ميخائيل اورلوف، تهدف بالدرجة الاولى الى رفع مستوى التعاون في مجال الامن الغذائي، عبر إنشاء مناطق لوجستيه في روسيا وكازاخستان والدول العربيه، بما يساعد في تعزيز سلاسل القيمة والتوريد والإمداد بين الدول العربية وجمهورية روسيا الاتحادية، وقد اقترح حنفي مرفأي طرابلس في لبنان ودمياط في جمهورية مصر العربية ليلعبا دورا محورا في هذا المجال.
كذلك تم توقيع اتفاقية تعاون مع الجانب الروسي في المجال البحثي، بما من شأنه تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، خصوصا وأن العالم العربي يولي اهتماما كبيرا في هذا الموضوع، في حين أن لروسيا خبرات واسعة في هذا الإطار.
الى ذلك، ألقى أمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حتفي كلمة في المؤتمر الذي نظمته "الوكالة الروسية للمبادرات الاستراتيجية"، والذي عقد تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعنوان: "الغذاء- نفط المستقبل".
وهدف المؤتمر الى ايجاد سبل تعاون استراتيجية بين روسيا والعالم العربي في مجال الامن الغذائي، باعتبار أن الامن الغذائي ليس فقط مواد غذائية واستهلاكية، بل سلسلة متكاملة قائمة على سلاسل التوريد عبر ربط الموانئ الاستراتيجية بعضها ببعض، بما من شأنه رفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي.
وأكد حنفي في كلمته أن "العالم العربي استطاع تجاوز أزمة كورونا فيما يخص الامن الغذائي، وذلك بسبب أن معظم الدول العربية كانت تمتلك فائضا في المخزون الغذائي المستورد، ولكن هذا الامر ليس حلا مستداما، باعتبار أن الحل المستدام يكون بتعزيز البلدان العربية قدراتها في القطاع الزراعي، حيث يمتلك العالم العربي باستثناء دول الخليج العربي مساحات زراعية شاسعة وخصبة، تتطلب كفاءة تكنولوجية تمتلكها روسيا، مما يتطلب تضافر الجهود المشتركة لتعزيز التعاون في هذا المجال".