عُقد ملتقى الطاقة العربي الألماني التاسع في القاهرة يومي 24 و25 أكتوبر 2018، بتنظيم من الغرفة العربية – الألمانية وبالتعاون مع شركة Siemens AG وبدعم من اتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف التجارية المصرية.
الملتقى الذي استضافته جمهورية مصر العربية للمرة الأولى، تحدث فيه معالي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر الدكتور محمد شاكر المرقبي، بالإضافة إلى نخبة من المتحدثين الألمان والمصريين والعرب.
وتأتي أهميّة انعقاد الملتقى في ظل تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية في العالم العربي بشكل كبير مما يتطلب ضخ استثمارات ضخمة في مجال تعزيز قدرة الدول العربية على توليد الكهرباء اذ تشير اَخر التقديرات الى أن العالم العربي بحاجة الى توليد طاقة إضافية تبلغ نحو 227 ألف ميغاوات بحلول العام 2035.
وأصبح الملتقى منصة التواصل النموذجية للشركات العربية والألمانية في قطاع الطاقة. حيث بحث الخبراء وصناع القرار ورجال الاعمال الاتجاهات والمشاريع وفرص التعاون المشترك. حضر الملتقى أكثر من 300 ممثل للشركات العربية والألمانية البارزة في هذا المجال كما قام المسؤولون رفيعي المستوى من جمهورية مصر العربية والدول العربية وألمانيا بتقديم معلومات مباشرة حول التطورات الجارية في قطاع الطاقة والكهرباء.
وفي هذا السياق، تعد التجربة المصرية في تطوير قطاع الكهرباء مثالية ونموذجاً يحتذى في المنطقة العربية حيث قامت الحكومة المصرية بالتعاون مع شركة سيمنز، وشركة أوراسكوم للإنشاءات وشركة السويدي للكهرباء، بزيادة الطاقة الإنتاجية في مصر بنسبة 45 في المائة. وقد ساهمت التقنية الألمانية في تحقيق هذا التطور، كما تشارك شركة Siemens في تحسين توزيع الطاقة بكفاءة. ولهذا الغرض من المقرر استثمار أكثر من ملياري يورو في السنوات الثلاث المقبلة من أجل توسيع وتحديث شبكة التوزيع. قصة النجاح هذه تُقدم نموذجا للتعاون العربي الألماني وفي نفس الوقت تؤشر على نجاح عملية التنويع في مصادر الطاقة داخل سوق الطاقة.
وتستطيع الشركات الألمانية ان تقدم مساهمة مستدامة، اذ تتبع ألمانيا سياسة التحول في الطاقة التي تهدف الى حماية البيئة وتأمين امدادات الطاقة بطريقة اقتصادية حيث يتم الان توليد ما يقرب من ثلث الكهرباء في ألمانيا عبر مصادر الطاقة المتجددة وعبر كذلك استخدام تقنيات رقمنه نقل الطاقة والعدادات الذكية وأيضا دمج شبكات التوزيع من اجل تحقيق استهلاك أكثر فعالية للطاقة. ومن اجل تحقيق مزيد من الكفاءة في استهلاك الطاقة فإن الطلب يتزايد بشكل أكثر مما مضى على التقنيات المتقدمة وعلى النماذج الجديدة من إدارة الاعمال بالإضافة الى خدمات تقديم الحلول المبتكرة ورفع مستوى التدريب والتعليم باعتبار ان هذه العناصر هي عناصر النجاح اللازمة. ومع خبرتها والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها تستطيع الشركات الألمانية والعربية المساهمة بشكل مستدام وفعال في تحقيق هذا الهدف.
إلى ذلك، وضعت جمهورية مصر العربية تحولا استثنائيا للطاقة يمكن أن يكون نموذجًا حيويًا للمنطقة بأكملها. حيث قامت الحكومة بوضع مسار للتنمية المستدامة وقامت بنجاح، جنباً إلى جنب، مع شركة سيمنز وأوراسكوم للانشاء والسويدي الكتريك بتعزيز قدرة جيل مصر بنسبة 45 في المئة من خلال ربط 14.4 جيجاوات بالشبكة الوطنية المصرية.
هذا ليس مجرد مثال رائع للتعاون العربي الألماني ولكنه أيضا تحول ملفت في مجال الطاقة. في نفس الوقت، سيمنز دعمت مصر في جعل توزيع الكهرباء أكثر فعالية. ويتم تخطيط استثمارات لأكثر من ملياري دولار لتوسيع وتحديث الإرسال وشبكة التوزيع وحدها على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
والسؤال: كيف يمكن للدول الأخرى ان تستفيد من انجاز مصر؟ كيف يمكننا تحويل قصة النجاح هذه إلى بلدان أخرى في المنطقة لتشكيل إمدادات الطاقة المستدامة؟
يمكن للشركات الألمانية تقديم مساهمة مستدامة. تحويل الطاقة هو مسار ألمانيا نحو مستقبل آمن، صديقة للبيئة، وناجحة اقتصاديًا. تقريبا يتم توليد ثلث الكهرباء في ألمانيا اليوم من مصادر الطاقة المتجددة. بواسطة رقمنة نقل الطاقة مع العدادات الذكية، يمكن جعل استهلاك الطاقة أكثر انسجاما مع بعضها البعض، مع زيادة القدرة للحفاظ على الطاقة.
التسجيل الالكتروني : https://energy.ghorfa.de/registration
تاريخ النشر : 23 يوليو 2018
+ أضف تعليق
شكراً لك،
سنعاود الاتصال بك لاحقاً