أكد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال إلقائه كلمة في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي الليبي – الألماني الرابع، الذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس بتاريخ 12-5-2025، بمشاركة وزير السياحة الليبي نصر الدين ميلاد الفزّان ممثلا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ورئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة الليبية محمد الرعيض، وسفير ليبيا بجمهورية ألمانيا د. جمال علي البرق، وسفير ألمانيا في ليبيا رالف جوزيف تاراف، وأمين عام الغرفة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي، بالإضافة إلى مشاركة حاشدة من الجانبين العربي والألماني، أنّ "آفاق التعاون الاقتصادي بين ليبيا وألمانيا كبيرة، وهناك نماذج ناجحة للشركات الألمانية في المنطقة العربية".
وأوضح الدكتور خالد حنفي أنّه "يمكن تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الجانبين الليبي والألماني، وهو أمر مطلوب لألمانيا في ظل الأوضاع الجيوسياسية وفي ظل الحروب التجارية، لكن بشرط أن يتم تعديل نموذج التعاون في مجال الطاقة بحيث لا يقتصر فقط على تصدير النفط الخام، حيث يمكن الاستعانة بالخبرات والقدرات لدى الشركات الألمانية القادرة على تطوير التعاون عبر تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر الموجودة بسخاء في ليبيا".
ونوه على أنّه "يمكن إقامة شراكات ليبية – ألمانية في العديد من المجالات بما يحقق التطوّر للاقتصاد الليبي وتعزيز صادراته ليس فقط إلى ألمانيا بل إلى سائر دول العالم".
واعتبر أنّ "التدريب والتعليم وبناء الكوادر هو أمر هام جدا، وألمانيا تستطيع من خلال خبراتها تأهيل الطاقات والكوادر في الغرف الليبية، وذلك بدعم من اتحاد الغرف الليبية الذي يعتبر سفيرا لليبيا في الخارج من خلال رئيسة الأستاذ محمد الرعيض، الذي دائما ما يحمل معه في كل رحلاته الخارجية رؤية وخطة لجذب الشركات والاستثمارات الجنبية إلى ليبيا".
وألقى في جلسة الافتتاح رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة الليبية محمد الرعيض، كلمة أشار فيها إلى أنّ "ما حدث في ليبيا هو أزمة أمنية وسياسية، ولكن -الحمد لله- اليوم انفرجت الأزمة، وأصبحت ليبيا في مسار التعافي، ولاحظنا ذلك خلال وجود حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها العديد من المشاريع لعودة الحياة في جميع المجالات. وجرى تنفيذ عدد من المشاريع في كل القطاعات سواء في المواصلات أو التعليم أو الصحة، وخاصة المشاريع التي تعنى بالسياحة، ومنها النقل وتنشيط القطاع الخاص، ولدينا اليوم أكثر من 17 شركة للنقل الجوي من الشركات الخاصة، وتطوير في المطارات وتطوير في صالات الاستقبال البحرية، والتطوير في المنافذ البرية والتطوير في البنية التحتية وفي قطاع اتصالات، اليوم لدينا برنامج التأشيرة الإلكترونية، وهذا كله يصب في صالح قطاع السياحة".
كذلك تحدث في جلسة الافتتاح سفير ليبيا لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية د. جمال علي البرق، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في ليبيا رالف جوزيف تاراف، وأمين عام الغرفة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي، حيث ركّزت الكلمات على الفرص الواسعة للاستثمار في ليبيا، ولا سيما في قطاعات النفط والطاقة والكهرباء والتعليم والبنى التحتية والانشاءات والتدريب.
ونوهت الكلمات على العلاقات الوثيقة بين ألمانيا وليبيا والعالم العربي، وأنّه اليوم في ظل المميزات الاستثمارية الجديدة وتجه حكومة الوحدة الوطنية الليبية نحو تعزيز الاستثمارات وإطلاق سلسلة من المشاريع الاستثمارية الضخمة، فإنّ هناك فرصا كبيرة للشركات الألمانية من أجل تعزيز استثماراتها في ليبيا، وإنشاء شراكات استراتيجية مع الجانب الليبي.
وجرى التأكيد على رغبة ليبيا في تنويع اقتصادها، وليس فقط الاعتماد على النفط من أجل تعزيز النشاط الاقتصادي. وتمّ التنويه إلى قطاع السياحة في ليبيا، وأنّ ليبيا يمكنها أن تستقطب السياح من حول العالم لما تمتلكه من مناطق سياحية جاذبة. كما تمّ التأكيد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص الليبي بالشراكة مع القطاع الخاص العربي والأجنبي، في سبيل جذب رجال الأعمال والمستثمرين إلى ليبيا.
وتخلل المنتدى الاقتصادي الألماني – الليبي الرابع، العديد من جلسات العمل، وقد تمحورت الجلسة الأولى حول الطاقة (الكهرباء، الطاقة المتجددة، النفط والغاز). أما الجلسة الثانية فتناولت: الخدمات اللوجستية، والنقل والبنية التحتية. بينما الجلسة الثالثة فبحث موضوع الرعاية الصحية والتعليم. وألقت الجلس الرابعة الضوء على موضوع ممارسة الأعمال في ليبيا (الإطار المالي والقانوني)، وذلك بمشاركة متحدثين من الجانبين الليبي والألماني.