اكد امين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي خلال مشاركته في "مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان"، الذي عقد في غرفة طرابلس والشمال في لبنان، بتاريخ 23 تموز (يوليو) 2025، بحضور وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في لبنان الدكتور كمال شحادة، ورئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، والوزير المفوض في جامعة الدول العربية الدكتور طارق النابلسي، وأمين عام الغرفة العربية الفرنسية ريان كنعان، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال والمستثمرين والخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، أن الفرصة سانحة ومهيأة اليوم من اجل إنشاء ميناء محوري في شرق المتوسط وتحديدا منطقة طرابلس في شمال لبنان التي تعتبر عاصمة لبنان الاقتصادية ومحور لبنان لبنان اللوجستي، حيث يقوم هذا الميناء المحوري على نظام نقل متعدد الوسائط وبظهير لوجستي ضخم ، يعتمد على الذكاء الاصطناعي وعلى عقول البشر حيث لبنان يمتلك ثروة بشرية هائلة ، ومن هنا لا بد ان تتشابك الأيدي وأن تتعاون جميع الأطراف اللبنانية مع غرفة طرابلس والشمال برئاسة توفيق دبوس الذي يمتلك الرؤية والطموح لتحويل الحلم إلى واقع مما يساهم في تحقيق النهضة والتنمية وخلق فرص العمل والحد من البطالة.
وتابع: "إن لبنان هذا البلد العريق الذي لطالما شكّل منارة للفكر والثقافة وريادة الأعمال في العالم العربي، لا يزال رغم التحديات السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها يحتفظ بكنزه الحقيقي ألا وهو رأس المال البشري. فالشباب اللبناني يتميز بكفاءة عالية، ومرونة ذهنية، وإبداع فطري، أهّله ليبرع في مجالات الابتكار والتكنولوجيا في مختلف أصقاع العالم. وبالتالي ما يحتاجه لبنان اليوم هو توفير بيئة تمكينية حاضنة للإبداع: تشريعات مرنة، بنية تحتية رقمية متقدمة، حوافز ضريبية للاستثمار التكنولوجي، وربط ممنهج بين الجامعات وسوق العمل. وهنا، يبرز دور الغرف التجارية، والاتحاد الذي أتشرف بتمثيله، في دعم مثل هذه المبادرات، وتوجيه الاستثمارات نحو بناء اقتصاد معرفي عصري ومستدام في لبنان والمنطقة".
واعتبر الدكتور خالد حنفي أن الذكاء الاصطناعي، يعدّ أحد أبرز محركات الاقتصاد العالمي الجديد، والذي لم يعد مجرد ترف تقني أو مفهوم نظري، بل بات ضرورة تنموية، ومساراً إلزامياً نحو اقتصاد أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة.
السيدات والسادة،
ونوه إلى أن "الذكاء الاصطناعي يعتبر ثورة صناعية جديدة، تعيد تشكيل سلاسل القيمة، وأنماط الإنتاج، وسلوك المستهلك، وطبيعة الوظائف. إذ وفقًا لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يزيد عن 15 تريليون دولارفي الناتج العالمي بحلول عام 2030. وتمثل هذه التحولات فرصة ذهبية للعالم العربي إن أُحسن استغلالها، كما أنها تمثل تحديًا حقيقيًا إن لم نواكبها بسياسات واضحة، وبنية تحتية رقمية متينة، ومؤسسات مرنة ومتعلمة".
وقال امين عام الاتحاد إنّ بعض الدول العربية بدأت بالفعل في تبني استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، مثل الإمارات والسعودية ومصر والمغرب، إلا أن الفجوة لا تزال قائمة في العديد من الدول الأخرى. كما أن القطاع الخاص، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما زال بحاجة إلى مزيد من الدعم، لنقله من مجرد مستخدم للتكنولوجيا إلى شريك في تطويرها. ومن هنا، فإن اتحاد الغرف العربية يعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن سياسات التحول الرقمي في الغرف، ويشجع على إنشاء شراكات مع مراكز الابتكار والشركات الناشئة، وينسق مع المنظمات الإقليمية والدولية لتأمين التمويل وبناء القدرات".
وتطرق الدكتور خالد حنفي إلى ثلاث نقاط محورية، حيث أكد أن "النقطة المحورية الأولى هي أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإنسان، بل أداة لتعزيز قدراته. لذا يجب أن نضع الإنسان في صلب أي استراتيجية رقمية، سواء من خلال إعادة التأهيل المهني أو دعم ريادة الأعمال التكنولوجية أو حماية القيم الأخلاقية. اما النقطة المحورية الثانية فهي أنه لا يمكن فصل الذكاء الاصطناعي عن البيئة التشريعية. فكلما تطورت هذه التكنولوجيا، ازدادت الحاجة إلى أطر قانونية مرنة تحمي الخصوصية، وتحفظ الملكية الفكرية، وتمنع التمييز والخوارزميات غير العادلة. أما النقطة المحورية الثالثة فتظهر أن التعاون الإقليمي هو الطريق الأمثل لتقليص الفجوة الرقمية. ونحن في الاتحاد، نؤمن بأن التعاون بين الدول العربية، عبر غرف التجارة والمؤسسات التعليمية والمراكز البحثية، هو السبيل الأمثل لتكوين كتلة تكنولوجية عربية قادرة على التنافس عالميًا".
وجرى خلال المؤتمر الكشف عن تخصيص أرضٍ بمساحة 65 ألف متر مربع لتأسيس مدينة متكاملة للذكاء الاصطناعي، تُعزّز التحوّل الرقمي والابتكار في لبنان.
وكذلك تحويل أرضٍ في منطقة الكورة في شمال لبنان، بمساحة 17 ألف متر مربع، إلى نموذج زراعي مستدام يعتمد على أحدث التقنيات الحديثة.
المصدر (اتحاد الغرف العربية)