انعقاد منتدى الاقتصاد العربي بدورته الـ 25 بحضور لبناني وعربي مميّز الكباريتي: المرحلة تتطلّب تعزيز مسار العمل العربي المشترك

  • 6 سبتمبر 2017

أكّد رئيس الاتحاد العام للغرف العربية العين نائل رجا الكباريتي، أنّ "دقة المرحلة تستوجب منا جهدا أكبر لتعزيز مسار العمل العربي المشترك، على الأقل في الجوانب الأساسية المتصلة ببيئة الاستثمار التي يحتاجها القطاع الخاص، وإزالة المعوقات التي تواجهه ليتمكن من الاضطلاع بدوره التنموي المنشود".

ورأى أنّ "التحدي الأساس هو تحسين بيئة الأعمال وتعزيز مرونتها لتواكب الاحتياجات العصرية لاستقطاب الاستثمار، وللقطاع الخاص العربي لتعزيز ديناميكيته وقدراته لقيادة عملية النمو وزيادة خلق الوظائف وفرص العمل الجديدة. وما نحتاجه بالفعل هو تأهيل المنظومة التشريعية العربية لعالم الاقتصاد المعرفي الذي يفتح أمامنا الفرص واسعة لتحقيق النمو النوعي المنشود".

كلام العين الكباريتي، جاء خلال المنتدى الاقتصادي العربي الـ 25 الذي عقد في مدينة بيروت برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري ممثلا بالنائب بهية الحريري، وبمشاركة لبنانية وعربية كبيرة، إذ فاق الحضور الـ 600 شخص.

 

وأمل الكباريتي بأن تأخذ الإصلاحات التي يتم تنفيذها في عدد من الدول العربية، بعين الاعتبار أهمية الترابط بالبعد العربي المشترك "لكي تأخذ التنمية في بلداننا كامل مداها ارتكازا على الأسواق العربية المفتوحة على بعضها البعض، بما يمهد لتحقيق النقلة النوعية المطلوبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ليشعر بها المواطن العربي بتحسين معيشته وتفتح الآفاق أمامه بالفرص والطموحات"، داعيا الحكومات العربية إلى "القيام بمبادرات جدية لمزيد من التقارب الاقتصادي العربي، ولو على المستوى الثنائي، لإزالة القيود على التجارة عبر الحدود وتسهيل حركة الاستثمارات العربية البينية، وأن لا تخضع الاستثمارات بين الدول العربية الى القرارات السياسية، أو الخلافات بين القيادات السياسية".

وقال: "الاستثمارات بين الدول العربية اليوم مثقلة بعبء الأوضاع وتقطع الأوصال في ظل تصاعد القيود في الدول التي تعاني من الأزمات، بحيث انخفضت التدفقات الخارجية المباشرة إلى المنطقة بنسبة 43% بين عامي 2010 و2015، كما تراجعت حصة العالم العربي من الإجمالي العالمي من نسبة 5.1% عام 2010 الى 2.3% عام 2015. أما الاستثمارات العربية البينية، فقد انحسرت من 5.68 مليار دولار إلى 3.4 مليار دولار للفترة ذاتها، وهي تبقى، على أية حال، متواضعة كثيرا مقارنة بالاستثمارات العربية في الخارج التي تقدر بنحو 3 تريليون دولار".

وشدد على أنّ "التحدي الأساسي اليوم هو تحسين بيئة الأعمال وتعزيز مرونتها لتواكب الاحتياجات العصرية لاستقطاب الاستثمار، لذا نحتاج الى مراجعة السياسات الوطنية الاستثمارية للقطاع الخاص العربي لتعزيز ديناميكيته وقدراته لقيادة عملية النمو وزيادة خلق الوظائف وفرص العمل الجديدة. وما نحتاجه بالفعل هو تأهيل المنظومة التشريعية العربية لعالم الاقتصاد المعرفي الذي يفتح أمامنا الفرص الواسعة لتحقيق النمو النوعي المنشود".

 

أبو زكي

وتحدّث الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي فأكّد أنّ "احتفالنا باليوبيل الفضي هو من دون شك دليل على الاستمرارية والنجاح. لكن مسيرة الـ 25 عاماً ليست إلا حافزاً للمضي قدماً، وبقدر ما هي وقفة ارتياح، هي أيضاً وقفة تأمل ومراجعة من أجل المزيد من التطوير، وما يزيدنا عزماً، هو أن الظروف التي يعيشها عالمنا العربي تتطلب أكثر من أي وقت، حواراً عربياً وجهوداً كبيرة لمواجهة التحديات".

 

طربيه

أما رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه فنوه بالمنتدى، فأشار إلى أنّ "العالم يتغير وبسرعة غير متوقعة. هي مرحلة مختلفة تماماً، تنقلب فيها التوجهات الدولية من العنوان العريض للعولمة إلى العنوان الضيق للوطنية، ومن الجغرافيا المفتوحة، الى الانغلاق والجدران المرفوعة. المشهد السياسي الدولي يؤكد هذه الحقيقة، لنراقب بتمعن التطورات في البنى السياسية والتحولات الكبرى في الأمزجة والتوجهات الانتخابية والشعبية من أميركا إلى بريطانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي. هذه نماذج حيّة منفصلة جغرافياً، لكنها تتواصل فيما بينها موضوعاً وتتصل كأحجار الدومينو شكلاً".

 

شقير

أما رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، فشدد على "أننا ما زلنا نحلم بتكامل اقتصادي عربي، وبسوق حرة مفتوحة، وبإلغاء الحواجز الجمركية، وتسهيل الانتقال والتنقل، وبالربط بين الدول العربية على اختلافه. نعم ما زلنا نحلم بجمع قدرات العرب وطاقاتهم وإمكاناتهم ليشكلوا قوة اقتصادية يحسب لها حساب، يكون مردودها الأول ازدهارا لدولنا ورفاهية لشعوبنا. نعم ما زلنا نحلم بقيادات عربية تعي مصلحة دولها وشعوبها وتعمل بأمانة وإخلاص لتحقيقها، وليس تدمير الأخضر واليابس لمآرب وغايات ومصالح خاصة".

 

عيتاني

ورأى رئيس مؤسسة تشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) نبيل عيتاني، أنّ "حكومات الدول العربية وبالأخص دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تواجه تحديات عديدة تعوق قدرتها على المحافظة على الاستقرار وعلى نسب مقبولة من النمو الاقتصادي. ولبنان الذي يواجه التحديات نفسها، استطاع، وبفعل تنوع اقتصاده ودينامية قطاعه الخاص وسياساته الانفتاحية المتبعة فيه إضافة إلى تواصله مع مغتربيه في دول الانتشار، استطاع تحييد نفسه عن تداعيات الكثير من الأحداث والتطورات في المنطقة، وإن لم يسلم من جميع تأثيراتها، وهذا ما ساهم في استمرار تحقيق نتائج مقبولة في استقطابه للاستثمار الأجنبي المباشر".

 

سلامه

من جهته أوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، أنّ "الناتج المحلي في العام 1993 كان لا يفوق العشرة مليارات دولار وأصبح اليوم بحدود الـ 55 مليار دولار أميركي. وكانت الاحتياطات لدى المصرف المركزي لا تفوق المليار دولار أميركي، وأصبحت تقارب الآن الـ 40 مليار دولار. كما كان حجم القطاع المصرفي أقل من عشر ما هو الآن. وكانت الليرة ما قبل 1993 تفقد من قدرتها الشرائية بشكل سريع مؤثرة على مستوى الفقر في لبنان. بعد العام 1993 وبتوجه وطني وحكومي مستمر لغاية اليوم وبهندسات مصرف لبنان، أصبحت الليرة اللبنانية مستقرة. وأدى هذا الاستقرار إلى تعزيز الثقة وانخفاض الفوائد التي كانت تراوح في حينه بين 14 و16 في المئة وأصبحت اليوم بين 6 و7 في المئة".

 

خوري

ثمّ تحدّث وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري، فأشار إلى أنّ "الحكومة تدرك الوضعَ الصعب الذي يُهدِّدُنا جميعاً. إلا أنَّ ذلك لا يَحُول دون قيامِها بمبادرات لِمجابهةِ التحدّياتِ الدّاخلية لا سيّما منها العجز المُزمن في الماليّةِ العامّة وارتفاعُ معدّلاتِ البَطالةِ والفقرِ وتراجعُ الإنتاجيّة والإنتاج"، لافتا إلى آثار الأزمة السوريّة السلبية على الاقتصادِ اللبناني، مشددا على "ضرورةَ وضعِ الاستراتيجية المُناسبة لإشراكِ القطاعِ الخاص في التنميةِ وذلك عبر إقرارِ قانونِ الشراكةِ بين القطاعين العام والخاص، ورفع حجم الصادرات اللبنانيّة لِلحد من العَجز في الميزان التجاري، والسعي إلى توفيرِ بيئةِ أعمالٍ مُواتيةٍ تُشجّعُ النموَّ وتُحفّزُ الاستثمارَ وتُعزّزُ ديناميكيّةَ الاقتصاد وقدرَتَه التنافسيّة".

 

الحريري

وألقت النائب بهية الحريري كلمة راعي المنتدى الرئيس سعد الحريري، فأشارت إلى أنّ "منطقتنا تشهد تحديات سياسية وأمنية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على البيئة الاستثمارية فيها وعلى اقتصاد الوطن العربي بشكل عام، والمرحلة الراهنة تتطلب منا كدول عربية زيادة التنسيق فيما بيننا وتفعيل علاقاتنا الأخوية لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية المحيطة، بنا وقد حان الوقت للعمل صفاً واحداً في وقت تزداد فيه الحاجة لمساندة بعضنا البعض معتمدين بذلك على كل ما يوحّد صفوفنا ويجمعنا كدول عربية شقيقة لمحاصرة ومواجهة الفكر التكفيري والحركات الإرهابية التي تحاول العبث في منطقتنا عبر سياسة التخريب والتهريب التي تعتمدها".

وأكّدت أنّ "منطقتنا تواجه تحديات اقتصادية تحملنا على إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية في عالمنا العربي وتدفعنا نحو القيام بالإصلاحات الضرورية بهدف مجاراة التطورات العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاد دولنا العربية خاصة مع حالة الانفتاح الاقتصادي والعولمة التي نعيشها والتي تزداد يوماً بعد يوم. علينا اتخاذ المبادرة واستباق التطورات والأحداث وتهيئة البيئة المناسبة في وطننا العربي لجذب الاستثمارات الأجنبية إليه والتخفيف من وطأة البطالة على الاقتصاد بإيجاد فرص العمل الضرورية لشبابنا العربي لمحاكاة كفاءته وطموحه في مستقبل آمن ومزدهر".

 

تكريم

وفي ختام حفل الافتتاح تم تكريم عددا من الشخصيات الاقتصادية اللبنانية والعربية ومن بينها رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي ثنيان الغانم، وغيرها من الوجوه الاقتصادية العربية البارزة، ومن ثم تم افتتاح المعرض المصاحب للمنتدى.

إحصل على اشتراك سنوي في النشرة الاقتصادية العربية الفصلية

اشترك الآن