خالد حنفي: العالم العربي مهتم بتعزيز التعاون في مجال الامن الغذائي مع روسيا

  • مؤتمر عبر الفيديو
  • 19 نوفمبر 2020
5

أكد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، أنّ "العالم العربي مهتم بتعزيز التعاون مع الجانب الروسي في موضوع الامن الغذائي، ولهذه الغاية كانت هناك لقاءات بارزة مطلع الشهر الحالي بين اتحاد الغرف العربية ومجلس الاعمال العربي الروسي في العاصمة الروسية موسكو، تم بموجبها توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية الهادفة الى رفع مستوى التعاون العربي الروسي في مجال الامن الغذائي".

كلام حنفي جاء خلال كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي - الروسي الذي عقد عبر خاصيّة "الفيديو كونفرنس"، بعنوان: "التعاون الروسي العربي في مجال الأمن الغذائي وفرص التجارة والاستثمار"، وذلك بتنظيم مشترك من مجلس الأعمال الروسي العربي واتحاد الغرف العربية ووزارة الزراعة الروسية. 

وحظي المنتدى بمشاركة شخصيات وخبراء بارزين من روسيا والعالم العربي، إلى جانب حضور بارز لصناع القرار والعديد من قادة الأعمال والشركاء التجاريين ذات الصلة. 

وأكد حنفي أن "المنتدى يعقد في ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم، وهو يأتي في إطار استمرار الجهود الدؤوبة التي ساهمت بشكل كبير في خلق فرص إضافية لصالح تعزيز التعاون في شتى المجالات بين روسيا والعالم العربي، حيث يحرص مجلس الأعمال الروسي العربي واتحاد الغرف العربية من خلال هذا الاجتماع إلى تبادل الأفكار حول آليات التعامل مع تداعيات وباء كورونا على الأمن الغذائي، إلى جانب تحديد فرص التعاون المستقبلية الجديدة بين الشركات العربية والشركات الروسية للمضي قدمًا في خدمة أهداف التنمية المشتركة".

وقال: "في العام الماضي تم تنظيم المعرض العربي الروسي في موسكو وقد حظي بمشاركة أكثر من 10 الاف مشارك من العالم العربي وجمهورية روسيا الاتحادية، ومن المرتقب أن تستضيف احدى الدول العربية المعرض في العام المقبل، حيث يصب هذا المعرض في مصلحة تعزيز التعاون العربي الروسي في شتى المجالات".

وشدد حنفي، على أن "المطلوب اليوم في ظل التحولات التي يشهدها العالم، بناء تحالفات استراتيجية غير تقليدية للارتقاء بالتعاون إلى المستوى الذي يتماشى مع الظروف الراهنة، وهذا يتطلب البحث عن آليات عمل جديدة، مثل بناء موانئ وخطوط إمداد محورية تساهم في تطوير سلاسل الامداد بين الجانبين العربي والروسي".

ولفت حنفي إلى أن "العالم العربي يستورد بقيمة 110 مليار دولار سنويا من المواد الاستهلاكية والغذائية، نصيب روسيا منها محدود، ومن هذا المنطلق لا بد من العمل على رفع حجم حصة روسيا في هذا المجال، بما يصب في تحقيق المصالح المشتركة".

تاتيانا الكسندروفنا

وكانت ألقت مديرة "مجلس الأعمال الروسي العربي" غفيلافا تاتيانا ألكسندروفنا، كلمة ترحيبية نوهّت فيها بانعقاد المنتدى وأهميته في ظل تفشّي جائحة "كورونا"، مشيرة إلى أهميّة العلاقات العربية – الروسية، والدور الذي يلعبه مجلس الأعمال العربي – الروسي على صعيد تطوير العلاقات بين الجانبين، موضحة أنّ "روسيا تمتلك إمكانيات هائلة في مجال الأمن الغذائي، وهي على أتم الاستعداد لنقل خبراتها الفنية والتكنولوجية إلى الجانب العربي الذي يمتلك قدرات مالية وطبيعية مهمّة ينبغي استغلالها بالإطار الصحيح".

جان مارك فوري

بدوره رأى مدير البرنامج الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (مصر) جان مارك فوري، أنّه "على الرغم من الظروف العالمية تغيّرت جرّاء جائحة "كورونا"، إلا أنّ العالم استطاع تخطّي صدمة هذه الجائحة على صعيد الغذاء من خلال سلاسل الامداد والتوريد، كما أنّ الإنتاج الغذائي تضاعف في هذه الفترة من الجائحة، كما أنّ الـ "فاو" تعمل على إيصال الغذاء إلى كافة أنحاء العالم ولا سيّما إلى الدول الفقيرة".

وأوضح أنّه "في القرن الواحد والعشرين زاد عدد سكّان العالم، ولا سيّما عدد السكّان في العالم العربي وبالتالي زادت الحاجة إلى الغذاء، حيث تستهلك المنطقة العربية أضعاف إنتاجها من الغذاء عبر الاعتماد على الاستيراد، وهذا ما يستدعي أن تعمل البلدان العربية على زيادة إنتاجها الغذائي للتقليل من حجم الاستيراد لا سيّما في وقت الأزمات"، مشددا على أنّ "العالم العربي ينبغي أن يعتمد سياسات واستراتيجيات جديدة لتحقيق أمنه الغذائي، عبر التخلّي عن تبعيته في الاعتماد على الخارج، وتحقيق الاستقلالية"، معتبرا أنّ "روسيا تمتلك خبرات واسعة في مجال الأمن الغذائي، لا بدّ على العالم العربي أن يستفيد من هذه الخبرة عبر توطيد شراكته مع روسيا على أساس تحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة".

لوت أوكسانا نيكولاييفنا

من ناحيتها أشارت نائب وزير الزراعة في روسيا الاتحادية لوت أوكسانا نيكولاييفنا، إلى أنّ "روسيا والعالم العربي تجمعهما علاقة صداقة قديمة، وقد زاد حجم التبادل التجاري بينهما على مدى العقود والسنوات الماضية، لكن على الرغم من الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها كل من روسيا والبلدان العربية، إلا أنّ العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية تحتاج إلى المزيد من التطوير بما يرتقي على المستوى المأمول من الجانبين".

وقالت: "تستخدم روسيا تقنيات متطورة جدا في مجال الزراعة والأمن الغذائي، كما أنّ روسيا في إطار توسيع علاقاتها مع العالم العربي افتتحت في دبي متجرا ضخما الهدف منه نقل خبراتها وبرامجها وتقنياتها إلى البلدان العربية، ونحن في هذا الإطار ندعو الدول العربية إلى الاستفادة من هذا المتجر الضخم لتعزيز أمنها الغذائي وتطوير قطاعها الزراعي".

ونوهت بالدور الذي يلعبه مجلس الأعمال العربي – الروسي على صعيد تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، متوقعة أن تتطور العلاقات الثنائية أكثر فأكثر في المرحلة القادمة، مشيرة إلى أنّ "مصر شريك اقتصادي مهم لروسيا، نأمل أن ينسحب على باقي البلدان العربية التي تجمعنا بها مصالح حيوية مشتركة".

علي المصيلحي

أما وزير التموين والتجارة الداخلية في جمهورية مصر العربية معالي الدكتور علي المصيلحي، فلفت إلى "أهمية الأمن الغذائي لمصر والعالم العربي"، موضحا أنّ "عدد سكّان مصر يتجاوز 100 مليون نسمة وبالتالي حجم الاستهلاك كبير"، لافتا إلى أنّ "مصر مهتمّة كثيرا بالتعاون مع روسيا في مجال الأمن الغذائي وكذلك التعاون في القطاع اللوجستي وسلاسل الامداد"، معتبرا أنّ "هناك رغبة بإنشاء مناطق تخزين بين روسيا ومصر، بما يحقق عائد وفوائد كبيرة على صعيد الإنتاج والتسويق المحلّي والخارجي".

وقال: "لدينا رغبة كذلك بتعزيز التعاون مع الجانب الروسي في مجال البحوث الزراعية، علما أنّ هناك تعاون وثيق في هذا المجال ونأمل أن يتطوّر إلى تحالفات استراتيجية عبر إنشاء منصّات تعزز من هذا التعاون".

التركاوي

من جانبه شدد وزير الزراعة والموارد الطبيعية في جمهورية السودان معالي المهندس عبد القادر تركاوي، على "اهتمام الحكومة السودانية بتنمية العلاقات التجارية وتشجيع الاستثمار الزراعي والشراكات لتفعيل دور القطاع الزراعي في التنمية الاقتصادية الشاملة"، مؤكّدا أنّ "السودان يذخر بمساحات زراعية هائلة ومياه وفيرة تبلغ أكثر من 18 مليار متر مكعب من المياه سنويا مع توفر أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة".

وقال: "بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة والارتقاء بعلاقات السودان الخارجية خاصة بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، نشطت حكومة السودان في تشجيع وجذب فرص الاستثمار والشراكات الذكية للمساهمة في زيادة المساحات المزروعة وزيادة الصادرات الزراعية وتطوير قطاع الثروة الحيوانية. وبهذا نؤكد ونرحب بتدفق جميع الاستثمارات من الدول الشقيقة والصديقة سعيا لتعزيز الامن الغذائي الداخلي والعالمي".

واعتبر أنّ "السودان بهذه الموارد يمكنه أن يصبح سلة غذاء العالم ويساهم بقوة في حل مشكلة الامن الغذائي على المستويين الاقليمي والدولي".

المصدر (اتحاد الغرف العربية)