استعاد الجنيه السوداني بعضا من عافيته بعد تدهور كبير في قيمته مقابل العملات الأجنبية، وذلك عقب إجراءات طوارئ صارمة اتخذتها الحكومة في مواجهة المضاربين في السوق الموازية (السوداء)، حيث نفذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة، وألقت القبض على العشرات من تجار العملة، كما داهمت منازل بعضهم وحررت مبالغ مالية كبيرة بالدولار والعملات الأخرى.
إلى ذلك، كشف جهاز الإحصاء المركزي، عن ارتفاع معدلات التضخم لشهر أغسطس (آب) الماضي إلى 166.83 في المئة، بزيادة 23 في المئة عن يوليو (تموز) حيث سجل 143 في المئة، وعزا الجهاز هذا الأمر إلى ارتفاع مكونات مجموعة من السلع الغذائية والمشروبات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل في المواصلات العامة، مشيرا إلى ارتفاع معدلات التضخم في المناطق الحضرية والريفية.
وكانت أجازت السلطة الانتقالية في السودان، تعديلات جوهرية في الموازنة العامة للعام الحالي 2020، حيث أقرّت تعديلا تدريجيا لسعر الصرف والدولار الجمركي، تستمر لعامين لحين الوصول إلى السعر الحقيقي الجنيه، وتعهدت في ذات الوقت باستمرار الدولة في دعم المحروقات والقمح وغاز الطبخ. ويواجه السودان نقصاً كبيراً في الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، ما يدعو التجار والمستوردين إلى الشراء من «السوق السوداء»، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني.
المصدر (صحيفة الشرق الأوسط، بتصرّف)
