توقع صندوق النقد الدولي، أن تقلّص جائحة كورونا الاختلالات في الحسابات الجارية حول العالم (الفوائض والعجوزات) من حوالي 3 بالمئة من الناتج المحلي العالمي في 2019 إلى نحو 0.3 بالمئة في 2020.
ووفقا للصندوق فقد داهمت العالم أزمة كوفيد-19 وهو يعاني بالفعل من اختلالات خارجية مزمنة، وقد سببت الأزمة انخفاضا حادا في حركة التجارة وتحركات كبيرة في أسعار الصرف، مع انخفاض محدود في عجوزات وفوائض الحسابات الجارية العالمية.
وتوقع الصندوق أن تظل الآفاق المتوقعة ضبابية إلى حد كبير، إذ لا تزال تخيم عليها مخاطر حدوث موجات جديدة من العدوى، وتحولات في اتجاه تدفقات رأس المال، ومزيد من التراجع في حركة التجارة العالمية. ووفقا للتقرير، فإن النسبة التي يتوقعها الصندوق للفوائض والعجوزات في 2020 (0.3 بالمئة) فقط من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهي أقل مما شهدته فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية قبل نحو 10 سنوات.
وأظهر التقرير أن الأولويات العاجلة على صعيد السياسات تتمثل في توفير مساعدات عاجلة لتخفيف الأزمة وتشجيع التعافي الاقتصادي. لكن بمجرد انحسار الجائحة، يتعين بذل جهود جماعية للإصلاح من جانب البلدان ذات الفوائض والبلدان ذات العجوزات، حتى يتسنى تقليص الاختلالات الخارجية العالمية، علما بأن الحواجز التجارية لن تكون فعالة في تحقيق هذا الهدف.
وبحسب التقرير تتفاوت الاختلالات بين بلد وآخر، حيث أن الاقتصادات التي تعتمد على قطاعات شديدة التأثر، كالنفط والسياحة، أو على تحويلات العاملين في الخارج، يمكن أن تشهد هبوطا في أرصدة حساباتها الجارية بما يزيد على 2% من إجمالي الناتج المحلي.
وحذر الصندوق من أن موجة أخرى من الضغط المالي العالمي قد تؤدي إلى مزيد من التحولات في مسار التدفقات الرأسمالية، والضغوط على العملات، وزيادة مخاطر الأزمات الخارجية في الاقتصادات التي تعاني من مواطن ضعف سابقة على الأزمة.
المصدر (وكالة الاناضول، بتصرف)