أكّد رئيس اتحاد الغرف العربية، العين نائل رجا الكباريتي، أنّ "آفاق التعاون العربي - البرازيلي كبيرة ومتاحة ومهمة"، موضحا أنّ "التعاون القائم بين بلداننا العربية والبرازيل لا ينسجم مع القدرات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية والسوق الهائلة لدى كلا الطرفين. وهذا يبيّن وجود خلل وتقصير كبير، لا سيّما في ظل ثورة التكنولوجيا والاتصالات والتجارة الالكترونية التي باتت المعبر الهام لتسهيل وتعزيز الأنشطة التجارية والاقتصادية الداعمة لعجلة النمو، فضلا عن دعم الأهداف التنموية المشتركة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".
كلام الكباريتي جاء خلال افتتاح فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي - البرازيلي، الذي تنظّمه غرفة التجارة العربية البرازيلية بمدينة ساو باولو، خلال الفترة من 2 وحتى 5 أبريل (نيسان) الجاري، تحت عنوان بناء المستقبل.
وشدد على أنّ "البرازيل والبلدان العربية، معنيّان بإحياء مفاوضات التجارة الحرة في ما بينهما، باعتبار أنّ ذلك يشكّل ممرا أساسيا لرفع حجم التبادل التجاري، وتوفير البيئة المحفّزة لحركة الاستثمارات المتبادلة بين العالم العربي والبرازيل".
وقال: "هذا هو الوقت لإنشاء الشركات وإقامة المشاريع الاستثمارية العملاقة المشتركة، في مجالات الصناعات الثقيلة، والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة والمنتجات الحلال والعلامات التجارية، كذلك هناك حاجة ضرورية للتعاون في المجال المالي وإقامة قاعدة متطورة من العلاقات التي تسمح بإقامة بنك عربي - برازيلي برأسمال كبير، لتنفيذ المشاريع التي تلبي حاجات الاسواق المتزايدة. ونؤكّد على أهميّة الاهتمام بالتعاون في مجال البحث والتطوير والابتكار، إضافة إلى التعاون في مجالات اقتصادية مشتركة، ولا سيما الصناعات الهندسية والبيولوجية وفي المجالات الحيوية الاخرى. إلى جانب تحسين وانتظام خطوط النقل البحري بين الجانبين، وأهمية زيادة درجة التعاون في مجال تسيير خطوط جوية جديدة، بالإضافة إلى الخطوط القائمة حالياً.
من جانبه أشار رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية روبنز حنون، إلى أنّ "هناك علاقة استراتيجية للتعاون بين البرازيل والعالم العربي، وتقوم غرفة التجارة التي تحتفل هذا العام بمرور 65 على إنشائها بدعم وتطوير هذه العلاقة".
وأكّد حنون، أنّ "العالم العربي يمثل الشريك التجاري الرابع للبرازيل، حيث وصل حجم التبادل التجاري العام الماضي إلى 20 مليار دولار"، مشيرًا إلى أنّ "الفترة القادمة ستشهد كثيرا من التعاون خاصة في ظل تعافى الاقتصاد البرازيلي"، لافتا إلى أنّ "العلاقة بين البرازيل والدول العربية هي علاقة تكاملية وليست تنافسية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والابتكار والسياحة".
بدوره أشار مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية كمال حسن على، إلى "وجود إصلاحات اقتصادية في الدول العربية، سوف توفر بيئة تشريعية وقانونية سوف تساعد على جذب الاستثمار الأجنبي".
وتحدث سفير فلسطين لدى البرازيل، وعميد السلك الدبلوماسي العربي إبراهيم الزبن، عن ضرورة قيام البرازيل بتخفيف وطأة الإجراءات البيروقراطية لدعم دخول المنتجات العربية إلى السوق البرازيلي بسهولة، مطالبا البرازيل بدعم الدول العربية التي ترغب في الانضمام إلى تجمع الميركسور، بما للبرازيل من وزن كبير، ودور مؤثر في اتخاذ القرار داخل دول التجمع والتي تضم أيضا الأرجنتين والأورجواي والباراجواي.
وكشف الأمين العام لغرفة التجارة العربية البرازيلية ميشيل حلبي، عن إدراج الدول العربية كمحور استراتيجي للبرازيل من خلال أمانة عامة تابعة لرئاسة الجمهورية، من خلال شراكة استراتيجية تشمل المجال السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أنه "جار البحث عن إنشاء غرفة للاستثمار، إضافة إلى دراسة الأمن الغذائي في الدول العربية، والطرق التي تتبعها البرازيل لزيادة التعاون في هذا المجال".