ايلول (سبتمبر) 2023

  • 1 - 30 سبتمبر 2023

الذكاء الاصطناعي واقتصادات المستقبل

 

يتنامى في الفترة الأخيرة واقع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على اقتصادات المستقبل ومن بينها الاقتصادات العربية، حيث يظهر تقرير لشركة MarketsandMarkets أنّه من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى مئات المليارات من الدولارات بحلول عام 2025. وتشير الأبحاث إلى أن تبني التكنولوجيا الذكية مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق زيادة في النمو الاقتصادي؛ حيث أن تقديرات العديد من المؤسسات الاقتصادية العالمية تشير إلى أن الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا الذكية يمكن أن تزيد من إنتاجية الاقتصاد بمقدار مئات مليارات الدولارات.

ويثير التحول نحو الذكاء الاصطناعي قلقًا بشأن مستقبل الوظائف. فلذلك توقعت منظمات مثل منظمة العمل الدولية أن تؤثر التكنولوجيا على وظائف ملايين الأشخاص وتجعل بعض الوظائف غير مطلوبة، في حين تستحدث وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة.

ويزداد توجيه الاستثمارات نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي، وبدأت في ضوء ذلك الشركات والحكومات تخصص ميزانيات أكبر للبحث والتطوير وتنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي. حيث أن الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات على تحسين كفاءة عملياتها وتوفير التكاليف من خلال التشغيل الذكي والصيانة والتحليل الضخم للبيانات.

ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في مجال اقتصاد المستقبل، ومن الطرق التي يؤثر فيها الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد.

أولًا: تحسين الإنتاجية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي زيادة الإنتاجية في مجموعة متنوعة من الصناعات من خلال أتمتة العمليات وتحسين الكفاءة، هذا يمكن أن يساهم في تحسين النمو الاقتصادي.

ثانيًا: تحسين إدارة المخزون، نظرا لأنّ الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات على تحسين إدارة المخزون وتحسين التوقعات بشكل أفضل، مما يقلل من تكاليف التخزين والهدر.

ثالثًا: تطوير الصناعات الجديدة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح أفاقًا جديدة للصناعات الجديدة ويسهم في خلق فرص عمل ونمو اقتصادي.

رابعًا: تحسين التوقعات واتخاذ القرارات، نظرا لأنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بسرعة، مما يمكن المؤسسات والحكومات من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنادًا إلى أدلة.

خامسًا: تغييرات في سوق العمل، حيث يؤدي تقدم التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات في سوق العمل، حيث يمكن أن تتطلب وظائف مهارات جديدة وتدريبًا مستمرًا.

سادسًا: تحسين تجربة العملاء، إذ يمكّن استخدام الذكاء الاصطناعي من تحسين تجربة العملاء من خلال توفير خدمات مخصصة وتوجيه العروض والإعلانات بشكل أفضل.

سابعًا: تحسين الرعاية الصحية، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تشخيص الأمراض وتوجيه العلاج بشكل أكثر دقة، مما يقلل من تكاليف الرعاية الصحية ويحسن الصحة العامة.

ثامنًا: تحسين الأمان، إذ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمان الأنظمة والشبكات ومكافحة الجريمة والتهديدات الأمنية.

إذن يستدل مما سبق أنّ الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساهم في تحسين الاقتصاد بشكل مستدام وشامل، الأمر الذي ينعكس إيجابا من حيث المردود المادي على سائر الاقتصادات في العالم بما في ذلك الاقتصادات العربية.

إحصل على اشتراك سنوي في مجلة العمران العربي

اشترك الآن