"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جنتي"
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى اتحاد الغرف العربية رئيسه الفخري، عدنان القصار، الذي عاصر الاتحاد منذ النشأة، وكان من أبرز الرؤساء الذين مروا على الاتحاد، حيث لعب دورا محوريا كبيرا في مسيرة ونهضة الاتحاد، وبذل جهودا من اجل إعلاء شأنه، فساهم بالغالي والنفيس.
وفي فترة رئاسته لاتحاد الغرف العربية ساهم الراحل الكبير في تشييد مبنى الأمانة العامة للاتحاد في العاصمة اللبنانية بيروت على نفقته الخاصة وسمي المبنى باسمه "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي". كما وعمل على تطوير العلاقات العربية والأجنبية ولا سيما مع الصين وروسيا وغيرها من دول العالم، لتصل إلى المستويات المتقدمة والراسخة.
إن مسيرة الرئيس عدنان القصار ، الزاخرة بالإنجازات والعطاءات والمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية والعربية، لا يمكن اختزالها بمرحلة عابرة، بل هي نهج توارثته وستتوارثه الأجيال القادمة، لما فيها من بذل وعطاء وتواضع.
ويشكل رحيل الرئيس عدنان القصار، ليس فقط خسارة لعائلته الصغيرة ولأسرته، بل خسارة لعائلته الكبيرة في لبنان والوطن العربي والعالم، فنجاحاته لم تكن محصورة في إطار جغرافي محدد بل امتدّت على كافة المستويات والصعد، حيث تولى رئاسة الهئات الاقتصادية اللبنانية واتحاد الغرف اللبنانية واتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة الدولية وغرفة البحر الأبيض المتوسط للتجارة والصناعة (إسكامي)، وغيرها من المواقع والمناصب المحلية والعربية والإقليمية والعالمية.
إن الرئيس القصار شخصية مرموقة ترك بصمة بارزة في القطاعين العام والخاص، حيث شغل مناصب وزارية واقتصادية رفيعة على مدى عقود. ووُلد في بيروت عام 1930، ونال شهادة في الحقوق من جامعة القديس يوسف. عُرف بكونه من أعمدة القطاع الخاص اللبناني والعربي، وهو من مؤسسي “مجموعة فرنسبنك”.
وفي المجال السياسي، تولى وزارة الاقتصاد والتجارة في حكومة الرئيس عمر كرامي عام 2004، كما تولى لاحقًا وزارة الدولة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011. واشتهر الرئيس القصار بدوره في تعزيز العلاقات الاقتصادية العربية والدولية، والتقى على مدار مسيرته معظم رؤساء وملوك وقادة دول ورؤساء حكومات العالم، فحمل معه في كل هذه اللقاءات هما جوهريا إلا وهو تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفع نحو تقدم ونهضة وازدهار بلده لبنان والبلدان العربية.
كما وشارك في العديد من المنتديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وحاز على أوسمة عدة وتكريمات من دول عربية وغربية.
باختصار ان مسيرة الرئيس القصار لا يمكن اختزالها ببضع سطور، ولا تنحصر بالعمل الاقتصادي والسياسي، بل تمتد إلى العمل الاجتماعي والخيري، حيث ساهم في بناء العديد من المؤسسات الاجتماعية والثقافية والدينية والتنموية، مما ساعد في بناء ونهضة الشعوب والمجتمعات.
مجددا كل العزاء إلى أسرته والى لبنان رئاسة وحكومة وشعبا، متضرعين إلى الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه الفردوس الأعلى، وان يلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون