لقاءات بارزة لأمين عام اتحاد الغرف العربية د. خالد حنفي على هامش القمة العربية – الصينية الثالثة والمعرض العربي – الصيني الرابع

  • ينشوان، مقاطعة نينغشيا، جمهورية الصين الشعبية
  • 11 سبتمبر 2019
4

شارك وفد من الأمانة العامة لاتحاد الغرف العربية، برئاسة أمين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي، في فعاليات المعرض العربي – الصيني الرابع والقمة الاقتصادية العربية – الصينية الثالثة، اللذين احتضنتهما مدينة ينشوان التابعة لمقاطعة نينغشيا ذاتيّة الحكم لقومية هوي، وذلك خلال الفترة من 5 ولغاية 8 أيلول (سبتمبر)، بمشاركة صينية وعربية من كبار المسؤولين ورجال الأعمال.

وألقى أمين عام الاتحاد كلمة في افتتاح فعاليات القمة الاقتصادية العربية – الصينية الثالثة، شدد فيها على أنّه في ظل المتغيّرات التي يشهدها العالم وفي ظل الحروب التجارية القائمة وفي ظل مبادرة "طريق الحرير" التي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013، فإنه هناك حاجة ملحّة من أجل العمل على تعزيز المناطق اللوجستية المحوريّة وربط الموانئ الأمر الذي يحقق استدامة الشراكة الاستراتيجية العربية - الصينية مطالبا الشركات الصينية إلى الانفتاح بشكل أوسع على البلدان العربية، بما يتيح بناء علاقة مستدامة وخلق شراكة استراتيجية مع العالم العربي من خلال وتعزيز الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، وسلاسل الإمداد التكنولوجية، مما يعود بالفائدة على الجانبين العربي والصيني  

 وأشار إلى أنّ العلاقات الاقتصادية العربية الصينية شهدت تطوّرات كبيرا في السنوات العشر الأخيرة، حيث يتجاوز اليوم حجم التبادل التجاري بين الجانبين 244 مليار دولار بعدما كان فقط 37 مليار دولار في عام 2006، مشيرا إلى أنّ هناك طموحا مشتركا بأن يصل حجم هذا التبادل إلى 600 مليار دولار في السنوات القادمة. 

وأكد أن المعرض العربي الصيني يعدّ من أهم وأكبر المعارض، ويجتذب عدد كبير من المشاركين يمثّلون أهم كبريات الشركات، معتبرا أنّ اللقاءات المباشرة أمر ضروري من أجل تعظيم العلاقات العربية الصينية، وتحقيق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

ولفت إلى عمق العلاقات بين الصين وجمهورية مصر العربية حيث سجّل عدد السياح الصينين إلى مصر، ارتفاعا بنسبة 60% عام 2017 ليصل إلى 287 ألف سائح بنهاية العام، كاشفا عن أن إجمالي الاستثمارات الصينية في السوق المصري بلغت ما يزيد عن 260 مليون دولار في نهاية 2017، كما وارتفعت صادرات مصر إلى الصين بنسبة 60% لتصل إلى نحو 408 مليون دولار في 2017 مقابل نحو 255 مليون دولار خلال عام 2016.

 

لقاءات جانبية

والتقى أمين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي على هامش المشاركة في فعاليات المعرض والقمّة، نائب محافظ مقاطعة نينغشيا السيّد WU XIUZHANG، الذي أشاد بعمق العلاقات التي تجمع الصين والبلدان العربية، لافتا إلى أنّ الصين تعمل على تعظيم العلاقات الاقتصادية مع العالم العربية، معتبرا أنّ مقاطعة نينغشيا تعتبر على مر التاريخ نقطة محورية في مسار "طريق الحرير"، مؤكدا أنّ "نينغشيا" تستطيع أن تلعب دورا بارزا في سياق تقوية العلاقات بين الجانبين العربي والصيني.

وتحدّث XIUZHANG عن أنّ منطقة نينغشيا تتمتع بثلاث مزايا نسبية هي الزراعة والطاقة والسياحة، مشيرا إلى أنّه توجد 16.5 مليون مو صيني (هكتار يساوي 15 مو صيني) من الأراضي الزراعية في المنطقة، بمعدل فردي يحتل المركز الثالث في الصين، حيث بلغ 2.8 مو لكل فرد، وبلغت مساحة الأراضي المروية بمياه النهر الأصفر 7.9 ملايين مو صيني، ما جعل نينغشيا واحدة من 12 قواعد وطنية لإنتاج الحبوب الغذائية؛ وتوجد 36.65 مليون مو صيني من المروج في نينغشيا التي تُعتبر إحدى أكبر المناطق الرعوية العشر في الصين.

وتابع: أما في مجال الطاقة فقد بلغ حجم المياه التي استغلتها المنطقة من النهر الأصفر 4 مليارات متر مكعب، ما يشكل 7% من حجم المياه المتاحة للاستفادة؛ وتحتل المنطقة المرتبة السادسة في الصين من حيث احتياطات الفحم المكتشفة التي تجاوزت 46.9 مليار طن، منها 39.3 مليار طن من الفحم موجودة في منجم فحم نينغدونغ الذي أدرجته الدولة ضمن أكبر14 مصدر انتاج الفحم على مستوى الدولة.

وأكّد أنّه "في مجال السياحة فتتمتع المنطقة بموارد سياحية متنوعة تعكس حضارة النهر الأصفر العريقة وتاريخ شيشيا الساحر والتقاليد المتميزة لقومية هوي والمناظر الصحراوية الرائعة. وتوجد في المنطقة الكثير من المعالم السياحية مثل جبال خلان، جبل ليوبان، والنهر الأصفر وبحيرة شاهو، ومحمية شابوتو ومقابر ملوك شيشيا الملكية، وقلعة جيانغ تايباو، ومدينة تشنبيبو للانتاج الإعلامي وسور الصين القديم.

وأوضح أنّ "الحكومة المحلية بدأت بزراعة مساحات شاسعة في المقاطعة منذ 4 سنوات لمحاربة التصحر ووقف زحف الرمال نحو المناطق الزراعية، حيث إنها تبعد عنها بنحو 20 كيلومتراً، وحماية البيئة المحيطة بالنهر الأصفر، بالإضافة إلى توفير فرص عمل ودعم موارد الدولة عن طريق هذه المزروعات ومحاولة لاستعادة الحياة الأصلية للمنطقة الصحراوية، والتي كانت خضراء ومفعمة بالحيوية منذ 1500 عام".

من جهته أشاد أمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، بالتطوّر الهائل الذي تشهده مقاطعة نينغشيا على شتى الصعد والمجالات، لافتا إلى أنّ "الصين اليوم تعدّ قوةّ اقتصادية لا يستهان بها على المستوى الدولي، ومن هذا المنطلق فإنّ البلدان العربية منفتحة على الصين من أجل إقامة شراكة استراتيجية حقيقية ورفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات أكبر من تلك الحالية".

وقال: "اتحاد الغرف العربية بصفته الممثل الحقيقي للقطاع الخاص العربي، استطاع أن يلعب دورا بارزا في تقريب وجهات النظر بين رجال الأعمال في كلا الجانبين".

وأكّد حنفي أنّ "التعاون بين الجانبين العربي والصيني لم يقتصر على النفط والغاز فحسب، بل لعبت الشركات الصينية أيضًا دورًا مهمًا في الاستثمار في البنية التحتية في الشرق الأوسط. حيث تشير الاحصائيات إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية، استثمرت الشركات الصينية في الشرق الأوسط في مشاريع الاتصالات الإلكترونية وتجارة التجزئة، وارتفع حجم التجارة بين الصين والشرق الأوسط من 20 مليار دولار إلى 230 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يكسر حجم التجارة الثنائية بحلول عام 2020 الـ 500 مليار دولار".

وشدد على أنّه "يجب تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا في ضوء حرص بكين على تقاسم خبراتها مع الجانب العربي في مجال بناء وتطوير حديقة العلوم والتكنولوجيا وإجراء التعاون العملي في مجالات تخطيط وبناء الحديقة والاستشارة السياسية وتكوين الكفاءات والمواءمة مع الصناعات وغيرها".

وختم: "تأمل الدول العربية أن تتجاوز قيمة التبادل التجاري 600 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة في الوقت، الذي أعرب فيه الجانب الصيني عن رغبته الحقيقية لإعادة بناء الحزام الإقليمي لطريق الحرير، الذي يهدف إلى عقد شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية".

 

وانغ لي

كذلك التقى الأمين العام رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارية الدولية في مقاطعة شاندونغ WANG LI، حيث تناول البحث تعزيز التعاون العربي الصيني في مجال اللوجستيات نظرا لخبرة مقاطعة شاندونغ في هذا المجال.

ولفت WANG LI، إلى أنّ مقاطعة شاندونغ تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية مثل الذهب، الألمونيوم، الماس، الرخام، الفحم، البترول (حقول النفط في "شينغلي" إلى الشمال) والحديد، معتبرا أنّ "ميناء كينغ داو في مقاطعة شاندونغ يعد من بين أبرز عشر موانئ في العالم، فهو يطل على البحر الأصفر، ويقع على مدخل جياوزهو باي على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة شاندونغ، ويوصف هذا الميناء بأنه الأكبر على مستوى العالم للحديد الخام، والأكبر في الصين للنفط الخام، ويتصل بأكثر من (450) ميناءً في أكثر من (130) دولةً ومنطقةً على مستوى العالم".

وقال: "ارتفعت القيمة الإجمالية للإنتاج البحري في المقاطعة إلى 1.55 تريليون يوان (حوالي 220.13 مليار دولار أمريكي)، وتمثل 20.27% من إجمالي الإنتاج البحري في البلاد".

وكشف عن أنّ مقاطعة شاندونغ تنفّذ حاليا استراتيجية التنمية في ثمانية جوانب هي إحلال الزخم الجديد محل القديم، والنهوض بالأرياف، وبناء دولة قوية بحريا، والمعارك الحاسمة الثلاث (الوقاية من المخاطر الكبرى وإزالتها، والقضاء على الفقر من خلال تدابير محكمة وهادفة، ومكافحة التلوث ومسبباته)، والاندماج بين القطاعين العسكري والمدني، وإنشاء مناطق رائدة جديدة للانفتاح على الخارج، والتنمية الإقليمية المتناسقة، وبناء البنية الأساسية.

من جانبه أوضح امين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي أنّ "قناة السويس والبحر الأحمر وخليج عمان، تشكّل شرايين حيوية على صعيد تعزيز التجارة الدولية حيث تمر أكثر من 30% من هذه التجارة عبر هذه الممرات".

وأشار إلى أنّ معظم الدول العربية بدأت في تطوير خدماتها اللوجستية، وهذا أمر عظيم وفي غاية الأهمية، على صعيد تطوير وتحسين موضوع سلاسل التوريد، الأمر الذي من شأنه أن يجعل تلك البلدان تلعب دورا إقليميا ودوليّا ناجحا على صعيد تعزيز التعاون الدولي".

وقال: شهد قطاع اللوجستيات تطوّرا هائلا في العالم العربي، وذلك بما يتماشى مع مشروع "طريق الحرير" الضخم الذي بدأت الصين بتنفيذه بمبادرة من الرئيس الصيني تشي جين بنغ. كما أنّ بيئة الأعمال تطوّرت بشكل كبير في العالم العربي حيث أنّ العديد من البلدان العربية وضعت خططا استراتيجية طويلة الأمد، وقد حققت إنجازات بارزة على صعيد تنفيذ هذه الخطط، وهذا يبرز جليّا من خلال التقارير الدوليّة التي تشيد بمناخ الأعمال في بلداننا العربية".

وأكّد أنّ رجال الأعمال في البلدان العربية منفتحون على إقامة أفضل علاقات التعاون مع نظرائهم من الجانب الصيني، موجّها دعوة لرجال الأعمال في مقاطعة شاندونغ وباقي المقاطعات الصينية إلى المشاركة في المؤتمرات التي ينظّمها الاتحاد خلال الفترة المقبلة ولا سيّما مؤتمر المستثمرين العرب الثامن عشر الذي سيقام في مملكة البحرين في شهر كانون الأول (ديسمبر)، ومؤتمر الاستثمار في الأمن الغذائي الذي ستستضيفه مدينة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، معتبرا أنّ تبادل الزيارات والوفود مهم جدّا لبناء علاقات وطيدة بين الجانبين العربي والصيني.

 

روبنز حنون

كما التقى حنفي، رئيس الغرفة العربية – البرازيلية روبنز حنون بحضور مدير عام الغرفة تامر منصور، وقد كانت مناسبة لاستعراض آفاق التعاون الاقتصادي العربي – البرازيلي، كما جرى البحث في التحضيرات الجارية لانعقاد المنتدى الاقتصادي العربي – البرازيلي في مدينة ساو باولو البرازيلية خلال شهر نيسان (ابريل) من العام القادم.

إحصل على اشتراك سنوي في النشرة الاقتصادية العربية الفصلية

اشترك الآن