افتتاح أعمال المؤتمر العربي السادس للاستثمار في الأمن الغذائي العربي

  • فندق نوفوتيل الفجيرة، الإمارات العربية المتحدة
  • 12 نوفمبر 2018
17

افتتحت فعاليات المؤتمر العربي السادس للاستثمار في الأمن الغذائي تحت عنوان "الزراعة الذكية خيار واعد للعالم العربي" بإمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يستمر على مدى يومي 14 و15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، وذلك تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة، وبحضور سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وعدد كبير من أصحاب المعالي والسعادة ورجال المال والأعمال والخبراء والباحثين العرب والدوليين وحشد كبير من المشاركين من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

ونظم المؤتمر اتحاد الغرف العربية وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، واتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والاتحاد العربي للصناعات الغذائية، وبمشاركة الغرف العربية واتحاداتها والشركات العربية والدولية الرائدة في مجال الأمن الغذائي والمنظمات والاتحادات والمؤسسات التمويلية العربية والدولية المعنية.

وهدف المؤتمر إلى الإضاءة على أهمية الاستثمار في "الزراعة الذكية"، لأنها تركز على الاستغلال الأمثل للزراعة لأقل مساحة من الأرض وأقل كمية من المياه بأفضل الشروط الصحية والبيئية للحصول على أفضل إنتاج من المحاصيل، مما يجعلها خيارا مستقبليا واعدا للعالم العربي لتحقيق إنتاج زراعي مستدام ومواجهة مشكلات محدودية الموارد والتغير المناخي التي تواجه القطاعات الزراعية في الدول العربية. كما هدف إلى الاطلاع على الفرص الجديدة واستنهاض طاقات القطاع الخاص العربي لتحقيق نقلة نوعية في الاستثمارات تستجيب لاحتياجات وأولويات العالم العربي التي تتطلب مقاربة قضية الأمن الغذائي في سياق التقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، ارتكازا على العلم والتكنولوجيا والريادة والابتكار، سواء على مستوى المشروعات الوطنية أم على مستوى العمل العربي المشترك.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد النجاح الباهر الذي حققته المؤتمرات الخمسة المتخصصة في مجال الأمن الغذائي التي عقدها اتحاد الغرف العربية في السنوات السابقة واستضافت الفجيرة خامسها، وحققت تطوراً نوعياً في توسيع إدراك مجتمع الأعمال العربي بالإمكانيات الزراعية في العالم العربي ونجحت في الحث على إقامة عدد من مشروعات الأمن الغذائي.

الجلسة الافتتاحية

افتتح المؤتمر بكلمة اتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة من قبل سعادة خليفة خميس مطر الكعبي، رئيس غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، الذي رحب بالمشاركين في إمارة الفجيرة التي تعتبر رئة الإمارات. ووجه تحية شكر وتقدير لسمو حاكم إمارة الفجيرة وسمو ولي العهد لرعايته للمؤتمر وما يوليه من اهتمام للقضايا العربية. واكد على أهمية شعار المؤتمر الذي يتمحور على الزراعة الذكية القادرة على تحمل الظروف المناخية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في زيادة الإنتاجية على اقل مساحة من الأرض وبأقل كمية من المياه مما يعتبر خياراُ مستقبلياٌ واعدا للعالم العربي. ونوه بالتعاون الوثيق القائم في الإمارات بين الحكومة والقطاع الخاص لإقامة منظومة متكاملة لتحقيق الأمن الغذائي المستقبلي.

وخاطب المؤتمر معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أشار إلى أن شعار المؤتمر يتماشى مع شعار الدولة التي تنتهج الزراعة الذكية أسلوباً للنهوض بالأمن الغذائي على الرغم من حداثة هذا المفهوم، وذلك سيرا على خطى المرحوم مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي كان يؤمن أن الإنسان يستطيع أن يحقق أي شيئ لو توفرت له الإرادة. وأشاد بإنجازاته وريادته في مجال الأمن الغذائي سواء في الإمارات أم في العالم بشكل عام بما لامس حياة الملايين من البشر. كما أفاد عن ما تقوم به الدولة حاليا لتوفير المناخ الاستثماري المناسب وتشجيع الاستثمار في الأمن الغذائي في الامارات كما في دول العالم، ودعم البحث العلمي والمشروعات البحثية المبتكرة.

ثم وجه معالي أ. د. خالد حنفي، الأمين العام للاتحاد، تحية إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة، على رعايته المؤتمر ممثلا بسمو ولي العهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي. وأكد على أهمية النظر إلى قضية الأمن الغذائي بالمفهوم الشامل لأنها تمتد لمشكلة التوزيع الذي يشمل فاقد الغذاء والمتداول منه، وبالتالي أهمية اللوجستيات بالأخص وأن هناك نحو 30 في المئة من الهدر اللوجستي، موضحا أن تكنولوجيا الزراعة اختلفت وباتت تعتمد على صناعة الزراعة وليس الزراعة فقط في مفهومها التقليدي. موضحا أنّ رسالة اتحاد الغرف العربية الذي يضم مجتمع الأعمال المسؤول عن 70 في المئة من الانتاج والتوظيف العربي ومنها الغذائي، أنه لا بد من التركيز على بدائل مختلفة للتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص حيث العبرة في التحالفات وليس فقط في التجارة المباشرة. وأكد على اهمية إمارة الفجيرة التي من الممكن أن تكون نقطة محورية لوجستية لمستودعات وصوامع ليس على على مستوى الدولة فحسب بل على مستوى المنطقة العربية. وكذلك الأمر نحتاج إلى أن يكون لدينا عدة نقاط ارتكازية لوجستية للتجميع والتصنيع الذي يوفر قيمة مضافة للوطن العربي.

كما أكد سعادة محمد بن عبيد المزروعي، رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، على أهمية تطوير الاستثمارات الزراعية في العالم العربي، معتبرا أن هناك تحديات كبيرة يواجهها عالمنا العربي على الرغم من توفر الامكانات والموارد الطبيعية، موضحا أن الاستثمارات لم تحقق المطلوب ومن هنا الخوف من تفاقم الفجوة الغذائية العربية. ورأى أن الدول العربية بذلت جهودا وتضع قضية الأمن الغذاس في سلم الأولوية في سياساتها لهذا القطاع الذي يستوعب نسبة عالية من القوى العاملة. وأكد أن مستقبل الزراعة يعتمد على التكيف مع التطورات التكنولوجية والمناخية، حيث استخدام التقنيات الحديثة من أهم الحلول. وأشار إلى الاهتمام الذي توليه الهيئة في اعتماد أحدث التكنولوجيا عبر شركاتها المنتشرة في الدول العربية والبالغ عددها 44 شركة.

ثم قدمت كلمة متلفزة لمعالي الدكتور جوزيه غرازيانو دا سيلفا، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، الذي لفت إلى ارتفاع عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم للسنة الثالثة على التوالي في عام 2017 بعد عقود من الانخفاض، بحيث بلغ عدد الجياع في العالم حاليا 821 مليون إنسان، بما يعادل 11% من تعداد سكان العالم. كما لفت إلى أن العدد يصل في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا إلى رقم غير مسبوق هو 52 مليون إنسان، بينما ترتفع أيضا نسبة من يعانون من السمنة إلى 26.7% لتعتبر من الأعلى بين المناطق في العالم. واعتبر أن بالإمكان وضع نهاية للجوع وسوء التغذية لدى توفر الإرادة السياسية واتخاذ إجراءات شجاعة وطارئة، بإنهاء النزاعات والتركيز على أجندة التنمية المستدامة والتحول إلى نظم الاستهلاك الصحية، وبناء نظم تراعي احتياجات صغار المزارعين، ومعظمهم من النساء. وشدد على أهمية استغلال الطاقات المتنامية للتكنولوجيا والابتكارات، وعلى إدماج الشباب في تنمية المناطق الريفية. كما أكد على أن المفتاح الرئيسي لتحقيق ذلك هو الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأنه ليس من الممكن خلق وظائف لائقة للشباب من دون تعاون القطاع الخاص.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة اعتبر فيها أنه ينبغي علينا ونحن نتناول نتناول شؤؤننا المهمة عدم التهوين ولا التهويل بل لننظر إلى القضايا بحجمها. وأكد أنه لا يبالغ عندما يقول إنّ قضية الأمن الغذئي هي قضية وجود استنادا إلى واقع مزعج وحقائق مقلقة. مشيرا إلى أن العالم العربي يستورد نصف احتياجاته من الغذاء، وهناك دول عربية تستورد أكثر من 70 في المئة من احتياجاتها من الحبوب، كما أننا من أكبر مستوردي اللحوم، فيما تعتبر مصر أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم. ولفت إلى أن الأمر له بعد سياسي لا يخفى على أحد وعلينا الاستعداد لصون البقاء، مستشهدا بالعديد من التهديدات التي واجهها العالم العربي في التاريخ الحديث ومشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية لعبت دورا رئيسيا في إشعال الأوضاع في عدد من دول المنطقة. وحيا دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الفجيرة ودعا إلى تكثيف الجهود والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الأمن الغذائي، لافتا إلى أهمية مبادرة السودان في هذا المجال التي أطلقت في قمة الرياض الاقتصادية عام 2013، والتي تركز على تعزيز الاستثمار في السلع الغذائية الرئيسية التي يمتلك السودان ميزة أساسية فيها.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، قدم ولي عهد الفجيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي دروعا تكريمية لكل من: وزير البيئة والتغير المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة معالي الدكتور ثاني بن احمد الزيودي، أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، رئيس الغرفة العربية البرازيلية الدكتور روبنز حنون، وسعادة محمد بن عبيد المزروعي رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، وكذلك للجهات الراعية.

كما جرى توقيع اتفاقية تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الفجيرة ومجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج.

وعقد في إطار المؤتمر خمس جلسات عمل متخصصة تحدث فيها نخبة من كبار رجال الأعمال والرسميين والخبراء المختصين. وبحثت جلسات العمل في تجارب زراعية رائدة، وناقشت سياسات واستراتيجيات دعم الأمن الغذائي والمائي العربي ارتكازا على العلم والتكنولوجيا الحديثة للتنمية المستدامة وعلى الجودة ومعايير السلامة الغذائية، وتناولت ما يلي:

- الجلسة الأولى: «مشروعات ومبادرات زراعية رائدة لدولة الامارات العربية المتحدة».
- الجلسة الثانية: «آليات ومجالات التمويل التي يحتاجها القطاع الخاص للاستثمار في التحديث والاستدامة».
- الجلسة الثالثة: «الزراعة الذكية والتكنولوجيا والبحث العلمي لتطوير إنتاج وتصنيع الغذاء والمشروبات»
- الجلسة الرابعة: «دور القطاع الخاص العربي في تعزيز الجودة والسلامة في القطاعات الغذائية».
- الجلسة الخامسة: «زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر: التحديات والفرص».

المصدر (اتحاد الغرف العربية)