القمة الاقتصادية العربية – البريطانية تنعقد في لندن: الشباب محرّك اقتصاد المنطقة

  • لندن، المملكة المتحدة
  • 4 يوليو 2019
2

استضافت لندن عاصمة المملكة المتحدة (بريطانيا) القمة الاقتصادية العربية البريطانية التي نظمتها غرفة التجارة العربية البريطانية بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية، وذلك تحت شعار "رؤية مشتركة". وقد شهدت القمّة مشاركة عربية وبريطانية واسعة من المسؤولين والمستثمرين وممثلي المؤسسات المالية، حيث تمّ بحث سبل تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين وتشجيع الاستثمار في الشباب والبنية التحتية والطاقات المتجددة.

وأكّد رئیس اتحاد الغرف العربیة محمد عبده سعید، أنّ "مفهوم الأعمال تطور بشكل مضطرد في العقد الأخیر، وذلك نتیجة التطور الذي یشهده العالم في قطاعات التكنولوجیا والاتصالات التي تعتمد عليها الأجيال الجديدة بشكل كبير".

وقال: يزخر العالم العربي بطاقات شابة بارعة، تتمتع بمهارات عالیة في قطاعات التكنولوجیا والاتصالات الأساسية لنجاح أي عمل تجاري.

وأشار إلى "وجود فرص كبیرة للقطاع الخاص البريطاني للاستثمار في العالم العربي، والاستعانة بالكفاءات العربیة الشابة"، موضحا أنّ "لدى منطقتنا العربية مقومات كثیرة لتطویر التعاون مع بریطانیا، أبرزها توافر القوى العاملة العربیة القادرة والمدربة بشكل جید، علاوة على أن السوق العربیة تعتبر أیضا سوقا كبیرة للمنتجات والشركات البريطانية".

بدوره اعتبر أمين عام جامعة الدولة العربية أحمد أبو الغيط، أنّه "ليس سهلاً أن ننظر إلى الصورة الكلية للاقتصاد والتنمية في المنطقة العربية، فهذه الصورة متداخلة ومركبة، وهي تتضمن من المخاطر ونقاط الضعف بقدر ما تنطوي على الإمكانات وعوامل النجاح والازدهار، والحق أن ثمة محاولات تجري في عدد من دول المنطقة لتحويل الإمكانيات العربية، وهي كبيرة وواعدة إلى معادلة نجاح".

واعتبر أنّ "المنطقة العربية لاتزال تحتاج إلى اكتساب ونقل خبرات جديدة إليها في عدد من المجالات المرتبطة بكيفية تحقيق التنمية المستدامة، بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أن الجانب البريطاني يحتاج دون شك لضخ حيوية جديدة في اقتصاده خلال تلك المرحلة الدقيقة، وأظن أن السوق العربية الواعدة بإمكانياتها تعد وجهة مثالية للشريك البريطاني، ليس فقط بوصفها سوقا استهلاكية ضخمة، وإنما بالأساس، بوصفها وجهة للاستثمار والشراكة والتوظيف في كثير من المشروعات الناشئة والقطاعات الواعدة كالطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها".

من جهته، لفت رئيس مجلس الغرف السعودية سامي العبيدي، إلى "اننا نحتاج لمزيد من الجهود على جميع المستويات، سواء على مستوى أصحاب الأعمال أو الحكومات، لمضاعفة حجم التبادل التجاري، وتعزيز الشراكة الاقتصادية، وبناء مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، وذلك من خلال عقد القمم والمنتديات والمؤتمرات التي تسهم في تحقيق الإنجازات وتقدم الشراكات الاقتصادية".

واعتبرت رئيسة الغرفة العربية – البريطانية البارونة إليزابيث سايمونز، انّ "الجميع مهتمون لمعرفة ما الذي سيحصل بهذا الخصوص. وسواء كنتم تعتقدون أن (بريكست) جيد أم لا، فإن حالة الشك وعدم اليقين الذي يولدّه تخلق بيئة صعبة».

واستدركت: هناك شيئا واحدا مؤكدا، نحن دولة تجارية وسنستمر في الاعتماد على علاقاتنا التجارية الوثيقة مع العالم العربي، ونود أن نحافظ على هذه العلاقات وأن نعززها.

واعتبرت سايمونز أنه "مهما كانت نتيجة بريكست، فإن المؤتمر مهم للغاية لأنه يركز على مستقبل علاقاتنا التجارية".

من جهته، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، أنّ "الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مجلس التعاون وبريطانيا هي أساس عملنا المنتظم لتعزيز التعاون في جميع القطاعات. كما أنها تشجعنا على النظر إلى ما وراء الحدود والعمل سوياً وفق نطاق من الأولويات المشتركة، بما في ذلك الدفاع والأمن الإقليميان، ومكافحة الإرهاب وتمويله والتطرف والجريمة المنظمة".

بدوره، ركّز رئیس غرفة تجارة وصناعة الكویت ورئیس الجانب العربي في غرفة التجارة العربیة البریطانیة علي ثنيان الغانم، في كلمته بالقمة الاقتصادية، على أهمية رأس المال البشري في المنطقة، وقال إن العرب یملكون موارد غنیة وثروات كبیرة وموقعا استراتیجیا بالغ الأهمية، لكن أهم أبرز هذه الثروات هو رأس المال البشري. ورأى أنّ "الحروب التجارية تمثّل أبرز التهديدات المحیطة ببريطانيا والدول العربیة على حد سواء، كما أنّ العالم العربي یشهد أسوأ أزمة إنسانیة منذ الحرب العالمیة الثانیة، بسبب الحروب والصراعات التي أدّت إلى هجرة جماعیة وصلت آثارها إلى معظم الدول الأوروبیة. وفي هذا الصدد فإنّ تعاون العالم العربي والمجتمع الدولي، وفي طليعته بریطانیا لن یؤدي فقط إلى قیام عالم عربي جدید، بل سیجعل من هذه المنطقة محركا قویا للنمو العالمي".

المصدر (صحيفة الشرق الأوسط، بتصرّف)

إحصل على اشتراك سنوي في مجلة العمران العربي

اشترك الآن